أوروبا متخوفة من عودة الداعشيات وأطفالهن إلى أراضيها

تخشى السلطات الأوروبية من عودة الداعشيات وأطفالهن إلى أراضيها، بعدما تم تشبع عقولهن بالفكر المتطرف، وكذلك نقل الأفكار الهدامة إلى الأطفال، الذين أجبروا على التخلى عن برائتهم وتعلم الأعمال الاجرامية كحمل السلاح وغيرها.

يأتى ذلك فى وقت لم تنته قضية الذئاب المنفردة وعودتهم إلى بلدانهم، وإنما أصبح الأمر أكثر تعقيدا الظهور المتكرر لنساء الدواعش وعودتهم إلى بلدانهم فى أوروبا، وخاصة عقب تورط العنصر النسائى فى العمليات الإرهابية خاصة فى أوروبا التى باتت أرض خصبة للهجمات والعدو الأول لداعش.

وتشعر بلجيكا بالقلق والذعر الشديد، بعدما قررت سويسرا إعادة إمرأة بلجيكية تابعة لتنظيم داعش الإرهابى وأطفالها قريبا، إذ ان سويسرا تنتمى إلى منطقة شنجن مما يمكن للمرأة التى تحمل جواز سفر بلجيكى العودة بسهولة لتستقر فيها.

ووفقا لما جاء فى صحيفة هيت لاتست نيوز الفلمنكية، فإن هذه السيدة تزوجت من سويسرى ولديها طفلان، وان زوجها عضو بارز فى التنظيم الإرهابى.

وقالت الصحيفة الفلمكنية، ذهبت يسرى المالجى إلى سوريا فى يونيو 2014 ، مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات من زواج سابق، و على الفور تزوجت أولاً من شقيق صديقتها من بروكسل و إنفصلت عنه بعد ذلك، ثم تزوجت يسرى بعد ذلك من سويسرى له مكانته فى صفوف داعش وله ارتباط بخطط الهجمات فى باريس فى 13 نوفمبر 2015، ومن هذا الزواج ولد الطفلان اللذان تريد سويسرا الآن إعادتهما إلى وطنهما.

كما تخطط سويسرا لإحضار جميع أطفالها من مقاتلى داعش فى سوريا الموجودين فى المعسكرات الكردية وإعادة أمهاتهم إلى أوطانهم.

ومن ناحية اخرى قالت صحيفة “لو ماتان” السويسرية فإن سبعة أطفال وأربعة أمهات سيعودون إلى سويسرا ، وأكد مصدر مطلع لهيت لاتست نيوز أن يسرى المالجى كانت على القائمة.

ويقول نفس المصدر للصحيفة الفلمنكية “لم يتقرر الموعد بعد، لكن فرقة عمل تيترا لمكافحة الإرهاب هى التى وضعت الخطة” ويضيف، انه ليس من الواضح ما هو المخطط للأمهات العائدات، لكن حتى إذا تم الحكم عليهم بسبب عضويتهم فى داعش ، فيمكنهم أن يفلتوا بسهولة من عقوبة السجن بعد بضعة أشهر فقط ،وبما ان سويسرا تنتمى إلى منطقة شنجن، يمكن للمرأة، التى تحمل جواز سفر بلجيكى ، العودة بسهولة لتستقر فى البلاد”.

كشفت دراسة أجرتها مجموعة “جلوبسك” غير الحكومية فى سلوفاكيا، أن العديد من النساء والفتيات اللائى انضممن إلى تنظيم داعش الإرهابى يمثلن تهديدا كبيرا وقادرات على المشاركة فى هجمات مستقبلية ولسن مجرد زوجات.

وأكدت الدراسة، التى تم إصدارها فى العاصمة البلجيكية بروكسل، أنه على الرغم من أن هؤلاء الناشطات يمثلن أقلية صغيرة بين المقاتلين الإرهابيين الأجانب، إلا أنهن يمثلن تهديدا كبيرا فى المستقبل.

ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، وجدت الدراسة أنه من بين 43 امرأة شملتها، “فإن بعضهن خططن لهجوم، ومجنّدات لإرهابيات، وناشطات فى الدعاية، وما يمكن أن يطلق عليه فعليا ضابط لوجستى” لحماية المقاتلين، مشيرة إلى محاولة إحدى الخلايا النسائية تفجير كاتدرائية “نوتردام” فى العاصمة الفرنسية باريس قبل ثلاث سنوات، والجهود الأخيرة التى بذلتها نساء أسيرات من تنظيم داعش المتشدد لإطلاق حملات تمويل جماعية.

وأفادت الدراسة بأن أكثر من 40 امرأة مدرجة فى مجموعة البيانات لسن مجرد عرائس، لأن الدور الذى يلعبنه فى الشبكات الإرهابية أكثر تطورا.

وفى النصف الثانى من سبتمبر الماضى، أمام القضاء الفرنسى خمسة نساء بتهمة محاولة تنفيذ عمل إرهابى قبل ثلاث سنوات ضد كاتدرائية نوتردام وسط العاصمة باريس، وإصابة شرطى بطعنات.

وهو أول ملف يرفع أمام محكمة الجنايات بين موجة الاعتداءات والاعتداءات الفاشلة الارهابية التى أوقعت 251 قتيلاً فى فرنسا منذ 2015.

وكانت هذه القضية كشفت دور النساء المستعدات لارتكاب هجوم فى فرنسا لتعذرهن عن التوجه إلى سوريا أو العراق، وهى المرة الأولى التى تحاكم فيها فى فرنسا أمام محكمة الجنايات خمس نساء فى ملف إرهابى.

ويشار إلى أن المتهمات الخمس، وتتراوح أعمارهن بين 22 و42 عاماً وأربع منهن تواجهن السجن المؤبد، حاولن شن هجمات فى سبتمبر من عام 2016 بتوجيهات من رشيد قاسم، العضو فى تنظيم داعش الارهابى والذى كان قد قتل فى العراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *