في ظل الوضع الفلاحي المتأزم الذي تعرفه البلاد، وجه المستشار البرلماني سعيد برنيشي انتقادات لاذعة لوزارة الفلاحة، متهماً إياها بالتقصير في تحمل مسؤولياتها تجاه الفلاحين والمواطنين، خصوصاً في ما يتعلق بإعادة تكوين القطيع الوطني ودعم الماشية. وأكد برنيشي، خلال مداخلته الأخيرة بمجلس المستشارين، أن الوزارة أخفقت في تنزيل التوجيهات الملكية السامية بشكل ناجع وشفاف، مشدداً على أن أزمة القطاع لم تكن مفاجئة، بل نتيجة تراكم سنوات من غياب التخطيط وضعف المتابعة الميدانية.
وأضاف برنيشي أن الوزارة أبانت عن قصور واضح في حماية الفلاحين الصغار، الذين يُعتبرون العمود الفقري للإنتاج الحيواني بالمغرب، محذراً من خطورة استمرار النهج الموسمي والظرفي في التعاطي مع قضايا الأمن الغذائي. كما طالب بوضع سياسة مستدامة تُراعي التحولات المناخية وخصوصية الفلاح المغربي البسيط، بدل الاستمرار في دعم كبار المستثمرين على حساب الفئات الهشة.
وختم برنيشي بأن قرار جلالة الملك بإلغاء شعيرة الأضحية هذا العام كان رسالة قوية ومباشرة للحكومة، مفادها أن كرامة المواطن أولاً، وأنه لم يعد مقبولاً الاستمرار في إدارة هذا القطاع الحيوي بنفس الأدوات القديمة والآليات غير المجدية، داعياً إلى محاسبة الوزارة على تقصيرها، وفتح نقاش وطني حول مستقبل السياسات الفلاحية بالمغرب.