الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
يعد التدخل الإيراني في منطقة شمال غرب إفريقيا عبر البوابة الجزائرية من بين الملفات والقضايا المطروحة في أجندة قمة جامعة الدول العربية، والتي أخذت اهتماما كبيرا وتجاذبا واسعا إبان اجتماع وزراء جامعة الدول العربية بالقاهرة بتاريخ 9 مارس 2022، خاصة وأن المملكة المغربية أدانت بشكل قاطع الخروقات والانتهاكات والتجاوزات اللامسؤولة للنظام الجزائري الذي يتعاون ويتقارب مع إيران من خلال تسليح وتدريب العناصر الانفصالية، وهذا ما أكده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة خلال كلمته الذي شدد على التنسيق السياسي والتعاون الأمني بين الدول العربية بشأن مواجهة هذه العناصر الانفصالية ووضع جميع الآليات والوسائلوالتدابير الضرورية لاحتواء هذا التمدد الإيراني.
وتجدر الإشارة إلى أن النفوذ المتنامي للدولة الإيرانية في القارة الإفريقية، يثير العديد من المخاوف الجيو استراتيجية والجيو السياسية والمخاطر والتهديدات الأمنية للدول الإفريقية لزعزعة الاستقرار الإقليمي والأمن القومي العربي والمغاربي على وجه التحديد، خاصة وأن إيران لها تدخلات واختراقات عديدة في منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي، وعلى وجه الخصوص، لبنان، سوريا ، العراق، اليمن، فلسطين، السعودية، البحرين، الإمارات.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة: هل النظام الجزائري يستوعب المتغيرات الدولية الراهنة؟ وبعبارة أخرى متى سيتوقف النظام الجزائري في إثارة الممارسات الخطيرة والسلوكات المرفوضة التي تزعزع منطقة شمال غرب إفريقيا؟.