هاشتاغ
في الوقت الذي تعيش فيه المملكة المغربية أجواء من الفخر والاعتزاز عقب صدور القرار الأممي رقم 2797 الذي كرس مغربية الصحراء وجعل صوت الدبلوماسية المغربية يعلو في الأمم المتحدة، خرج إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بسلوك غريب لا يعكس سوى حالة الارتباك التنظيمي والفوضى السياسية التي يعيشها الحزب منذ مدة.
ففي بيانٍ نشره قبل قليل، أعلن لشكر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب لتدارس مستجدات القضية الوطنية… لكن الحقيقة الصادمة أن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي لا وجود له حالياً!
فالمكتب السياسي انتهت مهامه رسمياً منذ انعقاد المؤتمر الأخير للحز ولم يتم انتخاب هيأة جديدة وفق النظام الأساسي، ما يجعل أي حديث عن اجتماع للمكتب السياسي ادعاءً باطلاً ومناورة سياسية لا تستند إلى أي أساس قانوني أو تنظيمي.
مصادر من داخل الحزب أكدت أن “الاتحاد اليوم بلا مكتب سياسي، ولا جهاز شرعي قائم”، وأن إدريس لشكر يتصرّف كما لو أن الحزب ملك شخصي خالص”، في تجاهل تام للقوانين الداخلية ولمبادئ العمل الحزبي المؤسساتي التي طالما نادى بها الاتحاد في تاريخه النضالي.
ويعتبر هذا السلوك، حسب المتتبعين، إهانة صريحة لقواعد الحزب ومناضليه ومحاولة لاحتكار القرار السياسي داخل تنظيمٍ كان في الماضي مدرسة للديمقراطية والنزاهة الفكرية.
فكيف يمكن لزعيم حزبٍ أن يتحدث عن مكتب سياسي منعدم الوجود؟يتساءل أحد مناضلي الحزب في تصريحٍ غاضب، مضيفًا: “إنها قمة العبث السياسي وإساءة لسمعة الاتحاد الاشتراكي وتاريخه النضالي.”
ويأتي هذا السلوك من إدريس لشكر في وقتٍ تعبر فيه كل الأحزاب الوطنية بصوتٍ واحد عن فخرها بالانتصار الدبلوماسي المغربي في مجلس الأمن، بينما اختار هو أن يُظهر للعالم صورة حزبٍ يعيش على وقع الغش والتدليس والتمديد والتناقضات التنظيمية بدل الانخراط في وحدة الصف الوطني.
إن ما يحدث اليوم داخل الاتحاد الاشتراكي لا يسيء فقط إلى الحزب العريق، بل يبعث رسالة سلبية للمغاربة الذي يرى في هذه الممارسات سبباً إضافياً للعزوف عن السياسة، في زمنٍ يتطلب المصداقية والانضباط لا “اجتماعات وهمية”.






