إسرائيل تتراجع تحت الضغط.. والمغرب يحبط مؤامرة “تهجير الفلسطينيين”

في تطور جديد يكشف زيف الادعاءات التي تم الترويج لها، أعلن القنصل العام لإسرائيل في جنوب غرب المحيط الهادئ، إسرائيل باشار، أن تصريحاته بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المغرب “لم تكن دقيقة”، بينما أكد مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط أن الأمر لا يعدو كونه مجرد “خبر زائف”.

باشار، في تدوينة عبر حسابه بمنصة “إكس”، أقرّ بأن تصريحاته حول المغرب كانت غير دقيقة، في تراجع واضح عن التصريحات التي أثارت جدلاً واسعًا.

ويأتي هذا التوضيح في ظل حملة مضللة قادتها “القناة 12” الإسرائيلية، والتي زعمت أن المغرب، إلى جانب منطقتي بونتلاند (المتنازع عليها) والصومال، مرشح لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط أمريكي-إسرائيلي بعد الحرب في غزة.

المزاعم الإعلامية الإسرائيلية لقيت استغلالًا واسعًا من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، التي استغلتها لضرب الموقف المغربي الثابت من القضية الفلسطينية، ومحاولة التشويش على العلاقات المغربية-الإسرائيلية التي شهدت تطورًا إيجابيًا مؤخرًا، كان آخره قيام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بتحيين خرائطه الرسمية لتشمل الصحراء المغربية بالكامل.

وفي هذا السياق، أوضح يوسف بن دافيد، مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، في تصريح لموقع هسبريس، أن تصريحات القنصل العام لإسرائيل لقناة CBN NEWS بشأن المغرب “غير دقيقة تمامًا”، مشددًا على أنه “تم التراجع عنها رسميًا”.

كما أشار إلى أن هذه الإشاعات بدأت في مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية مشروع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بشأن غزة، قبل أن تتبناها بعض وسائل الإعلام.

بالتزامن مع نفي إسرائيل لهذه الادعاءات، جدد المغرب والعراق موقفهما الرافض لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.

وخلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره العراقي، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أن موقف المملكة من القضية الفلسطينية “ثابت وراسخ”، مؤكدًا أن القرار “دائمًا بيد الفلسطينيين”. كما أوضح أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يدعم وحدة الصف الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

من جهته، حذر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، من خطورة هذا المخطط، معتبرًا أنه “يعيد القضية الفلسطينية إلى مربع اللاجئين، ويفتح الباب أمام عراقيل جديدة لمصر والأردن”، داعيًا إلى تنسيق عربي وإسلامي لمواجهة هذه المحاولات. كما جدد دعم العراق الثابت لوحدة وسيادة المغرب الترابية.

رغم محاولات بعض الجهات تضليل الرأي العام عبر نشر أخبار زائفة، فإن الواقع يثبت مرة أخرى أن المغرب يظل متمسكًا بثوابته الدبلوماسية، داعمًا للحق الفلسطيني، ورافضًا لأي حلول تتجاهل إرادة الشعب الفلسطيني.

في المقابل، تواصل العلاقات المغربية-الإسرائيلية تطورها في اتجاه يخدم مصالح المملكة، مع التأكيد على استقلالية القرار المغربي في القضايا الدولية.