إفلاس شركات برتغالية يدفع النسيج الإسباني نحو المغرب

تشهد صناعة النسيج في المغرب اهتماماً متزايداً من شركات إسبانية، خصوصاً تلك المتمركزة في منطقة غاليسيا، نتيجة الأزمة التي عصفت بقطاع النسيج في البرتغال هذا العام، حيث أعلنت أكثر من 1000 شركة إفلاسها. وقد بدأت شركات النسيج الإسبانية في تحويل اهتمامها نحو المغرب وتركيا كبدائل جديدة، حسب تقرير لجريدة “لابوز دي گاليسيا”.

وأوضحت المصادر أن الأزمة البرتغالية كانت متوقعة بسبب تأثير نقل الصناعات ذات القيمة المضافة المنخفضة إلى بلدان أخرى، ما ألقى بظلاله على شركات القطاع التي اضطرت للإغلاق. وفي هذا السياق، يظهر قطاع النسيج المغربي كأحد أبرز أعمدة الصناعة الوطنية، على الرغم من التحديات التي واجهها خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كوفيد-19.

يضم قطاع النسيج في المغرب أكثر من 1600 شركة، ويُشغّل حوالي 190 ألف شخص، مع تحقيق مبيعات تصل إلى نحو 5 مليارات دولار. كما يرتبط المغرب بشراكات قوية مع مجموعات دولية كبرى، مثل “إنديتكس”، المالكة لعلامة “زارا”، التي أنشأت وحدات إنتاج لها داخل المملكة. وتشكل كل من إسبانيا وفرنسا أهم الأسواق المستقبلة لصادرات النسيج المغربي.

ورغم الموقع الاستراتيجي الذي يتيح للمغرب قربه من أسواق أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا، إلا أن القطاع يواجه تحديات عدة، من بينها الاعتماد الكبير على المواد الأولية المستوردة بنسبة تصل إلى 85%، مما يجعله عرضة للتقلبات الخارجية. كما أن السوقين الإسباني والفرنسي يستحوذان على 80% من صادرات النسيج المغربي نحو أوروبا، ما يبرز الحاجة إلى تنويع الزبائن. إضافة إلى ذلك، يعتمد القطاع بشكل كبير على التعاقد من الباطن، الذي يمثل نحو 60% من الإنتاج.

ورغم تلك التحديات، يظل قطاع النسيج مكوناً أساسياً في الاقتصاد الوطني، حيث يمثل 15% من الناتج الصناعي و11% من إجمالي الصادرات. ويوفر فرص عمل لنحو 200 ألف شخص، 60% منهم نساء. ومع استمرار المغرب في تعزيز قدرات قطاع النسيج ومواجهة التحديات الاقتصادية، يظل البلد وجهة مفضلة لشركات تبحث عن بيئة إنتاجية مستقرة وقريبة من الأسواق العالمية.