قالت صحيفة “أوكيدياريو” الإسبانية، أن الإشارات المقلقة لازالت تتدفق على إسبانيا بشأن التهديدات والمخاطر المرتبطة بقطاع الغاز، بسبب التأثيرات المتواصلة لقرار الجزائر بإيقاف أنبوب الغاز العابر للمغرب، وتفجر الأزمة الأوكرانية الحالية التي تقف ورائها روسيا التي تُعتبر أحد الأطر المزودة لإسبانيا بالغاز أيضا.
وحسب ذات المصدر، فإن الأنبوب الوحيد المتبقي لنقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا والذي يُعرف باسم “ميدغاز” شهد في الفترة الأخيرة تأخرا في إمداد إسبانيا بالغاز بما يصل إلى 36 ساعة، أي يوما ونصف من التأخير، وهو أمر مقلق لإسبانيا التي يرتفع فيها الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الشتاء والبرودة.
وأشارت “أوكيادياريو” أن من ما يزيد من القلق ويُعطي إشارات خطيرة لإسبانيا، هو تزامن هذا الإنقطاع في إمدادات الغاز القادمة من الجزائر، مع تراجع إمدادات الغاز عبر الأنبوب القادم من روسيا، وهو الأنبوب الذي يعبر دول أوروبية وصولا إلى إسبانيا.
ويأتي تراجع إمدادات الغاز الروسي نحو أوروبا في ظل تصاعد الأزمة مع أوكرانيا، حيث ارتفعت مؤخرا تهديدات قيام روسيا باجتياح كامل لأوكرانيا، وهو ما سيؤدي لامحالة إلى أزمة عالمية قد تصل إلى دخول أكثر من دولة في الحرب ضد روسيا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ويبقى احتمالية استخدام روسيا للغاز للضغط على أوروبا أمرا واردا، وهو ما يُشكل قلقا كبيرا لإسبانيا، التي تُعتبر حاليا من البلدان التي أعربت عن مواقف مضادة لروسيا في أزمة أوكرانيا، وأعلنت اصطفافها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف “الناتو” في هذه الأزمة.
كما أن الجزائر تُعتبر، حسب الصحيفة الإسبانية، حليفة لروسيا، وهو عامل آخر للقلق في إسبانيا، بالرغم من أن الحكومة الإسبانية أكدت في أكثر من مرة أن حصلت على ضمانات للحصول على كافة الحصص المطلوبة من الغاز الجزائري، وهي ضمانات قدمها النظام الجزائري عبر أعلى سلطة في البلدان، وهو الرئيس عبد المجيد تبون.
وسارت صحيفة “أوكيدياريو” على منوال العديد من الصحف الإسبانية التي أشارت في عدة تقارير أن قرار الجزائر بإيقاف العمل بأنبوب الغاز “المغاربي الأوربي” العابر للمغرب، كان قرارا مؤثرا بالدرجة الأولى على إسبانيا التي تضررت منه، في حين لم يكن الضرر كبير على المغرب وفق ما كانت ترغب فيه الجزائر.