يعيش حزب الأصالة والمعاصرة حالة من الغليان الداخلي، في ظل تصاعد التوترات داخل التحالف الحكومي، واحتدام النقاش حول موقع الحزب داخل الأغلبية، لاسيما في ظل انحراف عدد من وزرائه عن “طريق الجرار”.
وكشف مصدر مطلع لموقع “هاشتاغ” أن اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، المرتقب عقده يوم غد الأربعاء، سيشهد نقاشًا واسعًا حول مدى انسجام مكونات الحكومة، خاصة في ظل تزايد شكاوى قيادة الحزب من اختلال التوازن داخل الأغلبية، وهيمنة حزب التجمع الوطني للأحرار على القرارات الحكومية.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن الانتقادات لا تقتصر على الشركاء في الحكومة، بل تمتد إلى بعض وزراء الأصالة والمعاصرة أنفسهم، الذين يُنظر إليهم على أنهم أقرب إلى أجندات حزب التجمع الوطني للأحرار من التوجهات العامة لحزبهم.
وتتجه الأنظار إلى وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، التي أثارت تصريحاتها الأخيرة، المدافعة بشراسة عن رئيس الحكومة عزيز أخنوش في ملف صفقات تحلية المياه، استياءً داخل قيادة “الجرار”، حيث اعتُبرت مواقفها خروجًا عن الخط السياسي للحزب. كما أثارت تصريحاتها بشأن ملف مصفاة “لاسامير” جدلًا واسعًا، تلاه غضب نقابي عارم.
وبالموازاة، يواجه يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، انتقادات مماثلة، بسبب ما وصفه مصدر موقع “هاشتاغ” بصفقة سياسية أبرمها مع رئيس الحكومة لتمرير قانون الإضراب وقانون التقاعد، وهو ما يعتبره الحزب تنازلًا غير مبرر عن استقلالية قراراته داخل الحكومة.
ورغم أن الأصالة والمعاصرة جزء من الأغلبية، إلا أن حالة التوجس بينه وبين التجمع الوطني للأحرار لم تهدأ، حيث لا يزال الحزب يعتبر أن “حزب أخنوش” يفرض هيمنة غير متوازنة على العمل الحكومي.
ومن المرتقب أن يشكل اجتماع المكتب السياسي للحزب، المزمع عقده يوم غد الأربعاء، محطة مفصلية في تحديد توجهاته داخل الحكومة، خاصة مع تزايد الحديث عن ضرورة تعزيز موقعه السياسي استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.