ادريس الكنبوري و عقدة الدونية الفكرية و الاخلاقية

علي الغنبوري
لم تفاجئني التدوينة الاخيرة للمسمى ظلما « الباحث  » ادريس الكنبوري، في حق الرمز الوطني و الاتحادي الفقيد عبد الرحمان اليوسفي ،و ما كال له من خلالها من اتهامات و افتراءات ، كان غرضها الوحيد التشويه و التزييف المجاني غير المبني على اي حقائق.

فالمتتبع لخرجات الكنبوري سيفهم بشكل سريع ان الرجل ما هو الا صائد شهرة فكرية مصطنعة ، تغيب عنه ابسط شروط العمل الاكاديمي و العلمي، ينتصر دائما لجانب مظلم لديه ينهل من مرجعية التشهير والاختلاف الاعتباطي ، يغلفه بقالب فكري مهلهل و ضعيف المتن والسند و قليل القيمة الفكرية و الادبية.

فادعاء الكنبوري تصنيف ما يكتبه في باب العمل الفكري و الاكاديمي، يفتقد للصدقية و المصداقية ، فكيف لباحث اكاديمي ان تكون جل اعتراضاته و انتقاذاته و مواقفه التي يصبغها بالعلم ،على شكل تدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي ، تفتقد للنزاهة و للمرجعية و للاخلاق و الامانة البحثية و العلمية.

هذا اللغط الذي يريد له البعض ان يحمل جبة الموضوعية العلمية و الادبية ، ليس بجديد على السيد الكنبوري ، فهو سبق له ان وصف الدكتورة نوال السعداوي  » بالعجوز الشمطاء » معبرا عن اختلافه معها دون اي تحليل لمضامين خطابها او اقناع بطرحه المناقض ، و سبق له كذلك ان وصف المفكر اركون بانه متطاول على الثراث الاسلامي ، و نفس الشئ قام به في حق مالك شبل و الجابري و محمد شحرور ،و لم يسلم من لغطه حتى الاستاذ عبد الله العروي.

الخيط الناظم بين كل خرجات ادريس الكنبوري ، هو الافتقاد لابسط مقومات النقد الفكري المبنية على التحليل و الموضوعية و تقديم الاطروحة المضادة المسندة و المدعمة فكريا و بحثيا ، و كل ما يقدمه هو سب و شتم و افتراء و طعن في كل من يدعي الاختلاف معهم فكريا .

و اذا ما عدنا لمسار الرجل ، يمكننا ان نفهم بعض دوافع الهيجان و الهستيريا الملازمة له خلال حالات الجذبة « الفكرية  » التي تستولي على عقله اتجاه مفكري و رجالات التنوير العربي و المغربي ، فتعثر الرجل في مساره الدراسي و العلمي ، و تأخره في التحصيل العلمي و الاكاديمي ، وطبيعة تخصصه العلمي « فقيه معاصر  » ،ربما خلق فجوة فكرية و ادبية عميقة لديه ، افقدته خصلت الاتزان و الرزانة الواجب توفرها في الباحث العلمي ، و اذا ما اضفنا الى كل هذا و ذاك مساره الصحفي المبني في جله على الاثارة الخبرية ، ستتكشف لنا بشكل اوضح ماهية الرجل و حقيقة ادعاءاته الفكرية و البحثية .

و لتكتمل الصورة بشكل افضل ، يجب تسليط الضوء على انتمائه الايديولوجي و العقائدي ، الذي لا يخفي هو نفسه اصطفافه الى جانب المرجعية الاسلاموية المليئة بالافكار الحالمة و القطعية و المسلمات البديهية ، مما يجعل من المستحيل معه تصنيف الرجل في خانة العلم و البحث الاكاديمي .

و هذا الاصطفاف العقائدي يظهر بشكل متحيز و صادم في كل ما يدعى افتراءا انها اعمال بحثية و علمية مجردة لادريس الكنبوري ، فهو من اعتبر ذات مرة ان الفتاة التي تم اغتصبها داخل حافلة للنقل العمومي ،هي المذنبة نظرا للباسها المثير و ابرازها لمفاتنها ، كما انه هو نفسه من اعتبار احلام الشيخ عبد السلام ياسين تجديدا فكريا و اخلاقيا للامة الاسلامية.

ان ما يصدر عن ادريس الكنبوري لا يمكن الاعتداد به فكريا او بحثيا ، اولا لغياب المرتكزات العلمية عنه ، و كذلك لغياب البعد الاخلاقي عن محتواه ، فالباحث او المفكر ، لا ينطلق من السب و القذف في بحثه العلمي ، بل يجعل من الاطروحات العلمية و المحاججة و البراهين و الادلة سلاحه ،و عناصر قوته المدعمة لخطابه و لاصداراته.

كما ان القيمة العلمية و الفكرية لهذا الرجل ، تظل كذلك ضعيفة و ان لم نقل منعدمة ، فهي تتلخص في روايتين او ثلاثة ، بالاضافة الى مجموعة من المقالات « البحثية » ذات الصياغة الصحفية مع عدد من المراكز المشبوهة و الممولة غالبا من دول الخليج ، مع كثير من التدوينات الفيسبوكية الفاقدة لاي بعد اخلاقي او فكري.

بعد كل ما سبق التطرق له ، يمكننا ان نخلص الى ان الرجل يعاني من دونية اخلاقية و فكرية مترسخة لديه ، تجعل منه مجرد صائد و متحين فرص ، لبناء مجد ادبي و فكري زائف غير مبني على اي اساس علمي او فكري او بحثي ، من خلال مهاجمة من هم اعلى منه شأنا و قيمة فكرية و ادبية و علمية .

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *