أظهر استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة “سونيرجيا” المتخصصة في أبحاث السوق، أن غالبية المغاربة يبدون تفاؤلًا بقدرة المملكة على تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025، المقرر إقامتها بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026.
وكشف الاستطلاع، الذي تم إنجازه بشراكة مع صحيفة “ليكونوميست”، أن 73% من المشاركين يرون أن المغرب جاهز لاستضافة الحدث القاري، منهم 53% يعتقدون أنه جاهز تمامًا، و20% يرونه مستعدًا إلى حد ما، في حين عبر 12% فقط عن رأي مخالف، مشيرين إلى وجود نواقص يجب معالجتها.
وبحسب الفئات العمرية، فإن أعلى نسب الثقة ظهرت لدى الفئة 35-44 سنة بنسبة 77%، والفئة 55-64 سنة التي أبدت تفاؤلًا أكبر بنسبة 81%.
أما على مستوى المناطق، فقد عبر أكثر من نصف السكان في شمال شرق المغرب عن اقتناعهم بجاهزية البلاد بنسبة 55% تمامًا و19% إلى حد ما، فيما سجلت الجنوب نسبة 57% جاهز تمامًا و18% جاهز إلى حد ما.
ورغم هذا التفاؤل الواسع، فإن الاستطلاع كشف أيضًا عن بعض المجالات التي يرى المغاربة أنها بحاجة إلى تحسين لضمان تنظيم ناجح للبطولة.
وتصدرت البنية التحتية الطرقية قائمة الأولويات بنسبة 54%، تليها البنية التحتية الرياضية بنسبة 31%. كما تم تسليط الضوء على النقل، خاصة سيارات الأجرة (14%)، الخدمات الفندقية (14%)، والأمن (11%) كعناصر يجب تطويرها لضمان أفضل استقبال للجماهير خلال البطولة.
الدراسة، التي أجريت بين 10 و20 دجنبر الماضي على عينة مكونة من 1.003 مشاركين، تم تنفيذها وفق معايير إحصائية دقيقة تتماشى مع تركيبة السكان المستخرجة من بيانات المندوبية السامية للتخطيط.
ويأتي هذا الاستطلاع في وقت أعلن فيه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عن توسعة نطاق البطولة في المغرب، ليتم اعتماد تسعة ملاعب بدلًا من ستة، وذلك بعد تقديم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تصورًا محدثًا للملف التنظيمي. وقد تمت إضافة ثلاثة ملاعب جديدة في الرباط، وهي: الملعب الأولمبي، ملعب البريد، وملعب مولاي الحسن.
غير أن هذا القرار يثير تساؤلات بين المراقبين بشأن مدى قدرة المغرب على تجهيز هذه الملاعب في غضون 10 أشهر فقط، وهي مدة قد تبدو قصيرة بالنظر إلى متطلبات الإنشاء والتجهيز. ومع ذلك، يبقى التفاؤل الشعبي والإرادة التنظيمية عوامل رئيسية في إنجاح هذا الحدث القاري، الذي سيكون فرصة جديدة لإبراز قدرات المملكة في استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى.