أكدت مصادر جيدة الاطلاع لـ”الأخبار” أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أدانت، مساء الخميس الماضي، دركيا برتبة أجودان بخمس سنوات سجنا نافذا بتهمة اختطاف واحتجاز واغتصاب قاصر، نجل دبلوماسي سابق بالرباط.
وتوبع الدركي الشاب، الذي كان يشتغل بالرباط قبل تنقيله للقيادة الجهوية للدرك الملكي بوجدة، في وضعية اعتقال منذ مارس الماضي، حيث فجر دبلوماسي أجنبي تقيم عائلته بالمغرب فضيحة من العيار الثقيل في وجه أجودان الدرك تتعلق بالتغرير بابنه القاصر المزداد سنة 2006 واختطافه قبل احتجازه وهتك عرضه بالقوة، وهي الفضيحة التي استنفرت القيادة العليا للدرك الملكي والجهات القضائية المختصة التي أمرت الفرقة الوطنية للدرك باستقدام المتهم من مقر عمله بوجدة من أجل البحث معه حول التهمة الخطيرة الموجهة إليه، وعرضه على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط. وفور إنهاء البحث التمهيدي مع المتهم جرى عرضه على الوكيل العام للملك الذي التمس متابعته في وضعية اعتقال، قبل أن يقرر قاضي التحقيق إيداعه السجن وإخضاعه لتحقيقات تفصيلية حول التهمة الموجهة إليه.
وحسب معطيات الملف، فإن الدركي الشاب الذي كان يشتغل بفصيلة جد مهمة بجهاز الدرك بالرباط، قبل تنقيله للمنطقة الشرقية، أقدم على التغرير بالطفل عبر دردشة طويلة بمواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يستغل تواجده بالرباط بعد استفادته من عطلة، ليلتقي به بشكل مباشر بحي الرياض وسط الرباط حيث يقطن الطفل رفقة أسرته الأجنبية، وينفذ جريمته الشنعاء التي يبدو أنه خطط لها بإحكام شديد، وقفت فرق البحث على تفاصيلها الصادمة، انطلاقا من تصريحات الطفل، ثم استنادا على المعطيات الخطيرة التي تم رصدها بهاتف المتهم بعد إخضاعه للخبرة التقنية والتفتيش من طرف الأجهزة العلمية المختصة بالمختبر المركزي التابع للقيادة العليا للدرك الملكي بالرباط، حيث وقف المحققون على تفاصيل الدردشة ومحاولات الإغراء المتكررة التي قادت الطفل البريء إلى أحضان الوحش الآدمي من حيث لا يدري، حيث قام باختطافه واحتجازه وهتك عرضه.
وكانت النيابة العامة بالرباط تفاعلت كعادتها بالجدية اللازمة مع هذه الواقعة مباشرة بعد توصلها بشكاية المسؤول الدبلوماسي، حيث أصدرت أوامر فورية إلى مصالح الدرك الملكي من أجل فتح تحقيق وإخضاع الدركي المتهم لتحقيقات أولية تعززت بأبحاث تفصيلية دقيقة من طرف قاضي التحقيق، رافقها تخوف كبير من إمكانية بروز ضحايا آخرين للمتهم في صفوف الأطفال، قبل أن تحسم الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط الملف بتثبيت التهمة الخطيرة في حق المسؤول الدركي وإدانته بخمس سنوات سجنا.