أعلن فريق بحث دولي بقيادة الدكتورة سوزانا مايدمنت عن العثور على أقدم ديناصور من فصيلة “سيرابودا” في العالم، وذلك في منطقة “المرس III” بالأطلس المتوسط في المغرب. ويعود هذا الديناصور إلى العصر الجوراسي الأوسط، أي قبل حوالي 168 مليون سنة، ليشكل بذلك علامة فارقة في دراسة تطور هذه الكائنات العملاقة.
الدراسة التي نشرتها الجمعية الملكية للعلوم أكدت أن هذا الاكتشاف يحمل أهمية علمية كبيرة، إذ يوفر أدلة جديدة حول المراحل الأولى لنشوء وانتشار ديناصورات “سيرابودا”، التي سادت الأرض خلال العصر الطباشيري. ووفقًا للباحثين، فإن هذه العينة تُعتبر الأقدم من نوعها، وقد تساعد في حل ألغاز كثيرة لا تزال تحيط بأصول هذه المجموعة الديناصورية.
الهيكل الأحفوري المكتشف عبارة عن الجزء العلوي من عظمة الفخذ الأيسر لهذا الديناصور، وتكشف خصائصه الفريدة – مثل العنق الواضح بين رأس الفخذ والجسم الرئيسي للعظمة – عن انتمائه الواضح لفصيلة “سيرابودا”، وهو ما أكده الفريق العلمي بشكل قاطع.
الدكتورة سوزانا مايدمنت، قائدة الفريق البحثي، أشارت إلى أن العينة المكتشفة رغم كونها جزئية، تحمل بصمة مميزة تجعلها أقدم نموذج معروف لهذه الفصيلة. وأضافت أن الأطلس المتوسط في المغرب يُعد أحد أهم المناطق عالميًا لاكتشاف حفريات جديدة تعود للعصر الجوراسي الأوسط، مما يجعله كنزًا علميًا لا يزال يخفي الكثير من الأسرار.
بدوره، صرح الدكتور ريتشارد بتلر، أحد المشاركين في الدراسة، بأن هذا الاكتشاف قد يكون مجرد البداية لسلسلة من الاكتشافات المستقبلية، التي من شأنها أن تُعمّق فهم العلماء حول البيئة الجوراسية القديمة وانتشار هذه الديناصورات في ذلك الزمن.
الجدير بالذكر أن تكوين “المرس الثالث”، حيث تم العثور على هذه الأحفورة، سبق أن كشف عن أقدم ديناصور مدرع “أنكيلوصور” في إفريقيا، إلى جانب أحد أقدم الديناصورات الشوكية “ستيغوصور”، مما يعزز مكانة هذه المنطقة كوجهة علمية رئيسية لدراسة التطور البيولوجي للديناصورات في العصور السحيقة.
هذا الاكتشاف الاستثنائي يفتح آفاقًا جديدة أمام علماء الحفريات، ليعيد تشكيل الصورة التاريخية لنشأة وانتشار الديناصورات، ويؤكد أن المغرب لا يزال أرضًا تزخر بأسرار لم تُكتشف بعد!