الأزمة المغربية الجزائرية.. هل تقود التوترات المتصاعدة إلى مواجهة عسكرية؟

هاشتاغ _ الرباط

أصدرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا يحذر من تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، مشيرة إلى أن الضغوط المتزايدة قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية بين البلدين. التقرير دعا الحكومات الأوروبية إلى لعب دور رئيسي في تخفيف حدة التوترات بين الجارين، خاصة في ظل حالة الانتقال السياسي التي تشهدها الولايات المتحدة، والتي كانت في السابق طرفًا فاعلًا في احتواء الأزمات بين البلدين عبر الضغوط الدبلوماسية.

وأشار التقرير إلى أن عوامل عدة تزيد من خطورة الوضع الحالي، منها سباق التسلح المتسارع بين المغرب والجزائر، وانتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ارتفاع التشدد بين الشباب المرتبط بجبهة البوليساريو. ورغم تمكن البلدين من تجنب مواجهة مباشرة حتى الآن، فإن سلسلة من الحوادث السابقة أوضحت هشاشة الوضع، بينما ساهمت المنافسة الإقليمية المتصاعدة في تعميق الخلافات.

التقرير سلط الضوء على الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجنب التصعيد، مثل ضبط مبيعات الأسلحة الموجهة إلى البلدين، وتشجيع الحوار بين الطرفين، وإعادة إطلاق المفاوضات الأممية بشأن نزاع الصحراء المغربية. كما أوصى بمراقبة المعلومات المضللة عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في إذكاء التوتر بين الشعوب.

وعلى المستوى الإقليمي، أشار التقرير إلى أن النزاع بين المغرب والجزائر امتد ليؤثر على مناطق أخرى، حيث استغل المغرب تراجع النفوذ الجزائري في منطقة الساحل ليطلق مبادرات استراتيجية مثل مد طريق سريع يربط الساحل بالصحراء المغربية. في المقابل، دفعت الجزائر باتجاه تشكيل تحالف إقليمي جديد يضم ليبيا وتونس، مع استثناء المغرب، ما يعكس تصاعد الخصومة بين الطرفين.

كما لفت التقرير إلى صعوبة الموقف الأوروبي، حيث حاولت حكومات مثل إسبانيا وفرنسا التوازن في علاقاتها مع الطرفين، لكنها في نهاية المطاف تبنت مواقف داعمة للمغرب، لا سيما فيما يتعلق بحل النزاع في الصحراء المغربية. في الوقت ذاته، واجهت الجهود الأميركية، بقيادة إدارة الرئيس جو بايدن، تحديات كبيرة في محاولة منع التصعيد، وسط لعبة معقدة بين الجزائر، المغرب، وجبهة البوليساريو.

تقرير مجموعة الأزمات الدولية حذر من هشاشة الوضع الحالي، ودعا إلى اتخاذ خطوات فاعلة لتجنب تفاقم النزاع، بما في ذلك تعزيز المفاوضات الأممية، مراقبة المعلومات المضللة، وضبط شحنات الأسلحة الموجهة إلى المنطقة، في محاولة للحفاظ على الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة إلى صراع شامل.