علي الغنبوري
تابع الكل ، كيف كان عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الأصالة و المعاصرة ، قبل للاستحقاقات الانتخابية ، يوزع الاتهامات يمينا و شمالا داخل الساحة السياسية المغربية، و كيف كان يركز مدفعيته اتجاه حزب التجمع الوطني للاحرار و ر ئيسه عزيز اخنوش ، حيث وجه له اتهامات غليضة تطعن في ذمته المالية و تصفه بالفاسد و المفيد للحياة السياسية .
عنترية الكلام لدى عبد اللطيف وهبي ، تعززت بشكل كبير ، مع توجهه المريب للتقرب من الإسلاميين ، داعيا لتأسيس جبهة معهم لمحاربة الفساد و لايقاف زحف حزب التجمع الوطني للاحرار ، بعد ان شكل الحزبين معا اساس التنافر و الصراع اللاسياسية طيلة العشرية الأخيرة .
وهبي الذي نسي طبيعة حزبه ، و خطيئة نشأته ، لبس ثوبا باليا للنضال ، قبل الانتخابات ، مقدما نفسه و حزبه كحل واقعي و بديل سياسي محتمل ، يحاول كما كان يدعي رص الصف الديمقراطي ، و تعزيز المسار الحقوقي ، كمحارب شرس للفساد ، و أدواته السياسية .
انكشاف غمامة النضال التي أطلت فجأة ، على حزب الأصالة و المعاصرة ، سيظهر جليا خلال الاستحقاقات الانتخابية ، حيث حافظ الحزب على نفس الوجوه الانتخابية التي ساهمت في مسار تحريف البناء الديمقراطي ، و التي صنعت الوزن الانتخابي المترهل للأصالة و المعاصرة فيما سبق مجيء وهبي لقيادة الحزب .
بل ان وهبي انفتح على عدد من الوجوه الانتخابية التي ظل الى وقت قريب يصفها بالفساد و التخريب ، و هكذا سقطت اول قطعة من قناع النضال و الديمقراطية التي ارتداه وهبي و حزبه ،منذ انتخابه امينا عاما للأصالة و المعاصرة .
وشكلت نتائج استحقاقات 8 شتنبر ، التي تبوؤ صدارتها حزب التجمع الوطني للاحرار ، المحطة التي اسقطت كامل قطع قناع وهبي و حزبه ، ليظهر على حقيقته ، و ليغير مواقفه 360 درجة ، حيث اختفت اللغة العنترية ، و تبخرت لغة الهجوم و الاتهام ، و لم يعد اخنوش فاسدا و مفسدا للحياة السياسية ، و ظهرت لغة “المزاوݣة” ، كمدخل اساسي لمحاولة الالتحاق بالركب الحكومي .
ما عاشه وهبي وهو يصرح مباشرة بعد الانتخابات ، انه هنئ اخنوش بالفوز بالانتخابات ، و ان حزبه لا خطوط حمراء لديه ، و انه مستعد للدخول الى الحكومة ، هو نوع من الاذلال السياسي ، و الإنبطاح ، لفاعل سياسي متهور ، اراد ان يوهم الكل أنه جاء ساعيا للنضال و لتغير المنطق السياسي ، و لكن في حقيقة الأمر ، ما هو الا لاهث نحو الجاه و السلطة .
ما يقوم به وهبي الان ، هو محاولة لتمييع الساحة السياسية ، و خلط كل الاوراق ، و تكريس مقصود لفقد الثقة لدى المواطنين ، في السياسية ، فوهبي الذي اتهم اخنوش بالسرقة ، و شكك في الذمة المالية لعدد من وزراء الاحرار ، و الذي اتهم الحزب بشراء الدستور ، يريد اليوم أن يؤسس معهم تحالف حكومي .
وهبي و من معه يريدون اليوم تكريس أسلوب سياسي جديد يقوم على منطق ” ما تديوش عليا راني كنت غير داوي” ، كاساس للتنافس و التمايز السياسي ، و كأداة للتعاطي مع الشأن الحكومي ، كوسيلة للوزيعة ، و اقتسام الغنيمة ، و لتمييع الحياة السياسية برمتها .
ما ظهر اليوم من حزب الأصالة و المعاصرة ، من أنانية سياسية ، و انعدام للأخلاق ، و التنكر للمواقف، يثبت بالملموس ، خطورة هذا الحزب على الحياة السياسية المغربية ، و يؤكد للجميع ، ان خطيئة نشأته لا زالت مستمرة ، و من المستحيل ان يتخلص منها ، و ان يتحول لحزب سياسي عادي .