شهدت مختلف مناطق المغرب خلال اليومين الاخيرين عودة قوية للأمطار، الأمر الذي أعاد الأمل في تحسين وضعية الموارد المائية ورفع منسوب السدود التي عانت طويلاً من تراجع حقينتها إلى مستويات مقلقة.
هذه الأمطار التي همت مناطق متعددة، الشمال والوسط والغرب، كان لها وقع إيجابي على المزروعات، والفرشة المائية، وكذا على الحالة النفسية للمواطنين الذين طالما ترقبوا الغيث بفارغ الصبر.
عودة التساقطات المطرية لا تعني فقط انتعاش الحقول والمساحات الخضراء، بل تحمل معها أيضاً بشائر بتحسن ملموس في وضعية السدود، التي تُعتبر العمود الفقري في تأمين حاجيات البلاد من الماء الصالح للشرب ومياه الري. ومع توالي الأيام الممطرة، بدأت مؤشرات ارتفاع منسوب المياه تتضح في عدد من السدود الكبرى، ما ينبئ بإمكانية تحسن المخزون المائي خلال الأسابيع المقبلة، في حال استمرار الأمطار بنفس الوتيرة.
السلطات المعنية تتابع عن كثب تطورات الوضع، خاصة في ظل التقلبات المناخية التي أصبحت تفرض تحديات مضاعفة على تدبير الموارد المائية. ويراهن المغرب، في ظل هذه المستجدات، على التساقطات الأخيرة لتقليص عجز السدود، الذي أثر بشكل مباشر على عدد من القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الفلاحة وتزويد المدن الكبرى بالماء.
وتأتي هذه الأمطار في سياق وطني ودولي مطبوع بأزمة مناخية متصاعدة، تتجلى مظاهرها في التراجع الكبير للتساقطات في مناطق كانت تعرف استقراراً في توزيع الأمطار.
وهو ما جعل من كل قطرة غيث قيمة مضافة في معادلة الأمن المائي بالمغرب. وبينما تتواصل الأمطار في عدد من المناطق، تبقى الأنظار معلقة على مؤشرات أكثر إيجابية في الأيام القادمة، مع أمل أن تساهم هذه التقلبات الجوية في تعزيز صمود السدود والفرشات المائية، وإنعاش الدورة الاقتصادية التي تأثرت كثيراً بالجفاف في السنوات الأخيرة.