الإبراهيمي والبحث العلمي!

بعد انتفاضته ضد قيود كورونا، خرج البروفيسور عز الدين الابراهيمي مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة وعضو اللجنة العلمية الوطنية والتقنية لكوفيد19، خرج للحديث عن البحث العلمي والطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه ومعاناتهم المادية من ذلك.

وأكد البروفيسور الابراهيمي أن “تفكيره منصب على الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراة والذين يتلقون وفي أحسن الحالات منحة لا تتعدى 20 درهم في اليوم وطيلة خمس سنوات للقيام بالبحث العلمي بالمغرب”.

وكشف أن “المعطيات المغربية وإذا استثنينا منحة الاستحقاق القليلة، فالمعطيات تبين أن ربع الباحثين لا يتلقون أي منحة، بينما الغالبية العظمى تتوصل بمنحة تقدر بألف درهم شهرية لمدة ثلاث سنوات، رغم أن معدل السنوات في سلك الدكتوراة هو خمس سنوات”.

قائلا: “وهكذا وبعملية حسابية بسيطة يتبين أنهم لا يحصلون على أكثر من 20 درهم يوميا ولخمس سنوات متسائلا: “بالله عليكم كيف لشخص في نهاية عشرينيته أن يعيش بهذا المبلغ بمدن كالرباط والدار البيضاء؟”.

وعبر عضو اللجنة العلمية الوطنية والتقنية لكوفيد19، عن حسرته الشديدة وهو يسمع الكثيرين يجلدون البحث العلمي المغربي والذي يعتبر الطلبة الباحثون ركيزته الأولى لأنه وببساطة بدونهم لا يمكن أن يكون أي بحث علمي في العالم.

قائلا “هؤلاء الباحثين الشباب هم من يشتغلون في المختبرات، هم من ينجزون فعليا الأبحاث العلمية، هم من يكتبون الورقات العلمية، من أبحاثهم تخرج معظم التوصيات في الأزمات، وبدونهم لا وجود لنا كأساتذة باحثين”.

واستغرب البروفيسور الابراهيمي من “مطالبة هؤلاء الباحثين الشباب بالجودة والابتكار، وبمنشورين على المستوى الدولي لمناقشة الدكتوراة، وبعد ذلك مواجهة المجهول دون أي ضمانات بمنحة 20 درهم بل أقل من ذلك…”.

وأوضح أن “هذا الشح في المنحة يوازيه عدم وجود أي ميزانية مخصصة لا لتأطيرهم ولا لأبحاثهم، مقابل ذلك على المختبرات المعدومة الموارد التي تستقبلهم أن توفر لهم ذلك”.

مؤكدا أن “الكثير من هؤلاء الباحثين ينفقون من جيوب عائلاتهم على الأبحاث التي يشتغلون عليها، كما أن رسوم تسجيلهم التي يدفعونها سنويا لا تستفيد منها مختبراهم، كما أنهم يأخذون على عاتقهم تكلفة نشر أبحاثهم في مجلات دولية محكمة من طراز رفيع، مع معدل للتكلفة يناهز 12 ألاف درهم يوازي المنحة السنوية، مقابل ذلك أيضا يطالبك الكثير بالتنافسية والابتكار والجودة”.

قائلا “بكل موضوعية، بالفعل، نحن الأحسن عالميا، نحن أحسن من أكسفورد وبيركلي التي تصرف ملايين الدولارات على باحثيها الشباب، وحتى محليا نحن أكثر تنافسية من الجامعات الشريكة والخاصة بالمغرب والتي تصرف منحة 10 ألف درهم شهرية لكل طالب باحث…”.

وخلص البروفيسور الابراهيمي إلى أن “إذا أخذنا بعين الاعتبار معيار ما نصرفه على الطلبة الباحثين، فيمكن أن نصنف المغرب من بين أحسن الدول في البحث العلمي، فبـ”صفر” درهم كدعم للباحث الطالب نتمكن من نشر الكثير من الأبحاث و تصنف جامعاتنا دوليا”.

وطالب بالتوقف عن التحدث عن البحث العلمي كأولوية بالمغرب مع استمرار هذه الوضعية و بوجود إكراهات أخرى، وكذلك يجب على الجمهور العريض أن يتوقف عن تبخيس و جلد رجالات البحث العلمي و أبنائهم والذين بمجهوداتهم الفردية والشخصية وبتضحيات هؤلاء الأبطال الشباب كـ”نرفعوا الراية”، بحسب تعبير الابراهيمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *