الإعلام العمومي يفقد جمهوره الشاب… ومطالب برلمانية بإصلاح عاجل!!

أثار تدخل النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، حنان أتركين، جدلاً حول واقع الإعلام العمومي في المغرب، بعد أن وجهت سؤالاً شفوياً لوزير الشباب والثقافة والتواصل بشأن ضعف حضور البرامج التوعوية والتثقيفية الموجهة للشباب في القنوات العمومية.

وأكدت أتركين أن الإعلام الوطني يحمل مسؤولية أساسية في التنمية المجتمعية، باعتباره “مدرسة موازية” تساند التعليم وتواكب النقاش العمومي. غير أن واقع البرمجة الحالية – وفق قولها – يكشف هيمنة المواد الترفيهية والمحتويات السطحية على حساب برامج هادفة قادرة على ترسيخ قيم المواطنة، محاربة الشائعات والفساد، وتعزيز الوعي بقضايا الصحة، البيئة، المساواة وحقوق الإنسان.

تحليل مضمون البرامج العمومية يظهر أن الشباب المغربي لا يجد نفسه ممثلاً في الإعلام الوطني إلا بشكل هامشي، إما عبر برامج موسمية أو محتويات لا تلامس انشغالاته الحقيقية. هذا التهميش يفرغ القنوات العمومية من دورها التربوي والتنموي، ويفتح المجال أمام منصات التواصل الاجتماعي لتصبح المصدر الرئيسي لتلقي المعلومة، بكل ما تحمله من مخاطر الأخبار الزائفة وضعف المصداقية.

غياب المحتوى التوعوي والتثقيفي الموجه للشباب لا يهدد فقط علاقة الجيل الجديد بالإعلام العمومي، بل ينعكس أيضاً على مستوى الوعي العام. فالشباب المغربي اليوم يواجه تحديات معقدة، من البطالة والهشاشة الاجتماعية إلى قضايا الهجرة الرقمية والثقافية، ما يجعل الحاجة ملحة لإعلام مسؤول يوجه الطاقات نحو الإبداع والمشاركة المواطنة بدل الانسياق وراء أنماط استهلاكية سطحية.

من هذا المنطلق، دعت أتركين الحكومة، بتنسيق مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إلى إلزام القنوات الوطنية بتخصيص مساحات زمنية كافية للبرامج التوعوية ذات جودة عالية. فالرهان، على حد تعبيرها، هو أن تتحول هذه القنوات إلى فضاء لتنوير العقول وتحصين المجتمع، لا مجرد وسيلة لملء الفراغ ببرامج ترفيهية.