
Hashtag
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون الصحافة سلطة رابعة تلتزم بأخلاقيات المهنة ومبادئ الموضوعية، تتورط بعض المنابر الفرنسية مجددًا في استهداف مفضوح للنجوم المغاربة، وعلى رأسهم الدولي أشرف حكيمي، عبر حملات إعلامية مشبوهة تتخذ من “قضايا مفبركة” أو “اتهامات مبهمة” ذريعة للتشهير والنيل من سمعته.
فبعد أشهر من فشلها في تثبيت اتهامات باطلة ضده، تعود بعض الصحف الفرنسية اليوم، وعلى نحو فج ومستفز، لتضخّم ملفًا قضائيًا في مراحله الابتدائية، متعلقًا بشكاية جديدة لا تستند على أي معطيات قطعية، لتزرع الشك في الرأي العام، وتؤجج الأجواء حول لاعب لا يزال في قمة عطائه ومشواره الدولي، بل يُعد من أبرز المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لهذا العام.
إن توقيت هذه الاتهامات “المتسلسلة”، التي تتزامن كل مرة مع تألق حكيمي على المستطيل الأخضر، يدفعنا إلى طرح علامات استفهام كبرى حول خلفيات ما يجري، وحول ما إذا كانت بعض الأوساط الإعلامية الفرنسية قد نصّبت نفسها خصمًا وحكمًا في آن واحد، ضاربة عرض الحائط بمبدأ دستوري فرنسي جوهري هو “قرينة البراءة”.
ولأن الحملة لا تأتي من فراغ، فإن المتتبعين للشأن الرياضي والإعلامي في فرنسا يرصدون منذ مدة طويلة انسياقًا واضحًا خلف أجندات غير بريئة، تستهدف كل مغربي ناجح ومؤثر. فمن محاولة شيطنة اللاعب في قضايا شخصية، إلى تجاهل إنجازاته الرياضية، وصولًا إلى تصفية حسابات ثقافية وهوياتية مغلّفة بـ”السبق الصحفي”، يبدو أن بعض وسائل الإعلام في باريس لم تتخلص بعد من عقدها الاستعمارية تجاه شمال إفريقيا.
إننا أمام نموذج صارخ لانحراف بعض الصحف الفرنسية عن رسالتها النبيلة، واختزالها العمل الإعلامي في ممارسات أقرب إلى التصفية الرمزية والاغتيال المعنوي، بدل القيام بواجب التحري المهني والتثبت من الوقائع.
وإذا كانت العدالة الفرنسية لا تزال تنظر في الشكايات وفق مساطرها، فإن الصحافة الفرنسية – أو بعضًا منها – قد أصدرت أحكامًا مُسبقة، وشرعت في تنفيذها على صفحاتها الأولى، دون وازع من ضمير أو أدنى التزام بالحياد.
أمام هذا الانحدار، نرفع الصوت عاليًا: كفى من هذه الحملات الموجهة ضد رموزنا الوطنية، وكفى من استغلال القضاء كأداة ابتزاز إعلامي. المغرب اليوم ليس دولة هامشية، وأبناؤه ليسوا فريسة سهلة لتصفية حسابات متوارثة.
وإلى أن تُثبت التحقيقات الحقائق، يبقى أشرف حكيمي رمزًا للموهبة المغربية المتألقة، وسيظل فوق كل حملة استهداف عابرة لا تصمد أمام الحقيقة، ولا تملك من المهنية سوى الاسم.
