الاتحاد الاشتراكي وجيل الاحتجاجات.. سلعة سياسية أم زاد للمساوم

ح.ج/هاشتاغ

ما هو الجواب الذي يمكن أن يحمله جيل السياسيين المعمرين لجيل مثل جيل “زاد”؟

في بضع كلمات إنهم يبعثون على عدم الثقة. ويقولون لهذا الجيل وغيره، إنهم مهتمون بمقاعد سلطتهم، فقط وقد تصلح مطالب الشارع فقط لأن تكون سلعة للابتزاز اتجاه خصم سياسي والحصول على مكاسب حزبية ضيقة وضيقة جدا.

ما الذي يمكن أن ينتظره شباب جيل “زاد” من زعيم سياسي، كالكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الذي يستعد ليحكم الاتحاد لخمس سنوات قادمة، ليكمل عشرين سنة كاملة على رأس التنظيم المسكين الذي أصبح يأن تحت سلطوية، لا تريد أن تتزحزح، ولا يبدو أن من السهل فعل ذلك.

الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، لا يعنيه اليوم أي جواب على كيفما كان على مطالب الشارع، فيما بعد عندما ينتهي من “احتفالية” المؤتمر الثاني عشر أو ما يشبه المؤتمر، سيتخذ من هذه المطالب عملة ابتزاز للدولة، أو للحكومة أو لطرف معين.

والعارفون بجينات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، يعرفون جيدا أن يتقن العزف على هذا الوتر بشكل لا يضاهيه فيه أحد، عندها فقط سينتبه كاتب أول الاتحاد الاشتراكي أن جيل المحتجين الفتي قدم له هدية تصلح أن تكون “زادا” للمساومة، بغية البحث عن الموقع الذي يصلح لزعيم سيقضي عشرين سنة كاملة على رأس تنظيم سياسي.

وطبعا لحدود الساعة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وربما لغاية نهاية الأسبوع، لا يملك أن يقول إنه مع الاحتجاج أو ضد الاحتجاج أو مع المطالب أو ضدها، هو فقط حزب لا لون الآن، لغاية أن ينفض الجمع من مركز بوزنيقة، حينها سيظهر أن الاتحاد كان له موقف، وكانت له نظرة وكان له جواب، وكان يخفي كل ذلك لحين الوقت الذي يصلح فيه الكلام، والوقت الدقيق طبعا لا يعلمه سوى الزعيم.

الكاتب الأول، والذي سيتحول ربما في نهاية الأسبوع للكاتب الوحيد للاتحاد، هو الوحيد المخول له أن يتحدث عن تحركات الشارع وهو الوحيد الذي يعرف متى يجب الحديث ومتى يجب السكوت، لأن خير العالمين أن احتجاج الشارع لا يصلح إلا لكونه سلعة تباع في سوق الابتزاز والمساومة.

والمعادلة في ذلك بسيطة، الاتحاد سيتبنى كل مواقف الشارع وسيترافع عنها وتصبح على كل لسان، وسيختفي كل شيء في لمح البصر ما إن يحصل الكاتب الأول على وعد بالجلوس حول طاولة المصالح.

من حق المتابع اليوم للمشهد السياسي أن يتساءل في ظل كل الأجواء المشحونة، في المناخ العام الذي يتطلب أجوبة من مواقع مختلفة ويتطلب نقاشا عموميا واسعا للبحث عن الجواب العام، عن زعيم سياسي ترك كل شيء وحرم على مواليه النبس بكلمة واحدة في الموضوع، وذهب لعقد فرجة سماها “مؤتمرا” يتولى فيه الولاية الرابعة على رأس الاتحاد ليكون بذلك زعيما معاصرا لكامل أطوار العهد الجديد في الدولة المغربية.

من حق هذا المتابع أن يهمس في أذن الشيب والشباب أيضا أن مثل هؤلاء لا يصلحون اليوم للجواب ولا للسؤال ولا لحمل أي رسالة، ما دام أن كل شيء عندهم يتحرك وفقا لمصالحهم ومصالح مواليه وأقاربهم.