الاتحاد الاشتراكي يناقش اشكالية المنظومة الاجتماعية و تحديات المستقبل

نظمت لجنة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بالمجلس الوطني لللاتحاد الاشتراكي ، يوم الثلاثاء 21 يوليوز 2020، ندوة عن بعد حول موضوع ” المنظومة الاجتماعية وتحديات المستقبل”، بمشاركة الأخت خولة لشكر، خبيرة في التنمية الاقتصادية وعضو المجلس الوطني للحزب، والأستاذ محمد المرجان، أستاذ جامعي ورئيس الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، والأخ جمال الصباني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي وعضو المجلس الوطني للحزب.

واعتبر القيادي الاتحادي احمد العاقد مسير الندوة ، أن المنظومة الاجتماعية التي تشكل موضوع اللقاء تمثل شرطا أساسيا من شروط التماسك المجتمعي، وأنها تتطلب إرادة سياسية وسلوكا سياسيا حازما وواعيا لكافة الأطراف السياسية، ولا يمكن للمرء إلا أن يستنكر في ظل هذه الجائحة خرق بعض المسؤولين الحكوميين للمقتضيات القانونية المتعلقة بالحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي.

وفي هذا الصدد، ذكر بأن للاتحاد الاشتراكي تصورا متكاملا تحكمه الرؤية الاجتماعية ومبدأ العدالة الاجتماعية، لكن كذلك يحكمه الميل للقوات الشعبية والفئات الهشة الصامدة دائما، وهو ما عبرت عنه الأرضية التوجيهية للكاتب الأول للحزب ، في كيفية تدبير الجائحة خاصة بالنسبة للمرحلة المقبلة،

واشارت خولة لشكر، عضوة المجلس الوطني الاتحاد الاشتراكي، ان مستويات البطالة والعطالة مرتفعة نسبيا، وأن الانخراط في سوق الشغل ضعيف نسبيا بالمقارنة مع الدول الشبيهة بالمغرب وهي الدول التي يسميها البنك الدولي متوسطة الدخل، كدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وبعض دول شرق آسيا وجنوب أمريكا اللاتينية.

وتساءلت الأستاذة خولة عن أهمية التشغيل بالنظر إلى المنظومة الاجتماعية مؤكدة بأن الشغل هي الأداة الأولى الوحيدة التي توفر للإنسان المداخيل، فهي وسيلة للعيش، وسيلة للإدخار، وسيلة للاستهلاك ووسيلة للخروج من الفقر والخروج من العوز. وأكدت أيضا أن الشغل بالنسبة لفئة أخرى وسيلة لتحقيق الاستقرار المادي، ولتحقيق الذات، والمساهمة في مشروع يتجاوز شخصه وأسرته وهو ما يؤدي إلى نتائج إيجابية، من ضمنها تخفيف العبئ عن الدول وتفادي الاحتقان الاجتماعي والمحافظة على الاستقرار الأمني والمناخ العام للبلد.

و في نفس السياق ، تناول الأستاذ جمال الصباني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي وعضو المجلس الوطني للحزب، موضوع المنظومة الاجتماعية مجسدة في التعليم العالي والبحث العلمي والرهانات المطروحة على هذا المجال مستقبلا، مشيرا إلى الدروس التي أنتجتها هذه الجائحة. وتوقف المتدخل عند صمود القطاعات العمومية التي ظلت في الواجهة في المجال الصحي والتعليمي، وعجز القطاع الخاص عن المواكبة والقيام بدوره، كما توقف عند سمو ومركزية المعرفة العلمية ملاحظا كيف أن رؤساء دول انتقلوا إلى علماء في تخصصات محددة لاستشارتهم، في تراجع تام للشعوذة والخرافات.

كما اعتبر محمد المرجان، أستاذ جامعي ورئيس الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، أن هذه الظاهرة التي هاجمت الإنسانية الآن بشكل أو بآخر، شكلت نوعا من الاختلال العميق جدا في البنيات والمؤسسات والأنساق والقيم بشكل مهول ومرعب غير مسبوق. وأبرز المتدخل أنه حدثت في التاريخ البشري العديد من الأوبئة بشكل أكثر انتشارا، ولكن الوعي بها وإدراك المخاطر ربما انفجر بشكل قوي جدا في العصر الحالي إلى درجة أنه أصبح رعبا يقابل أنواع الرعب الأخرى التي كانت مرتبطة بالقنبلة الذرية ومرتبطة بالجناح العسكري القائم على الإبادة القاتلة لكل البشرية. وأوضح الأستاذ مرجان أن الأمر يتعلق بظاهرة جديدة من حيث تكوينها ومن حيث طبيعتها، لكن أيضا بظاهرة جديدة هي وعي البشرية وإحساسها بالخطر تجاه هذا المرض الفتاك ومحاولة التضامن على المستوى العالمي، وليس فقط على المستوى المحلي.

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *