التأمت مجموعة من الفعاليات الإدارية والمدنية والأكاديمية العاملة والنشيطة في مجال البيئة بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، لتدارس الانشغالات البيئية الكبرى لجهة درعة تافيلالت، في إطار اليوم الدراسي الذي أشرف على تنظيمه كل من اللجنة الجهوية لحقوق الانسان لجهة درعة تافيلالت، كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية والمديرية الجهوية لقطاع البيئة، وذلك تنزيلا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين اللجنة الجهوية لحقوق الانسان وجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وتفعيلا للبرنامج السنوي برسم سنة 2022 لذات اللجنة، وتماشيا مع توجهات عمادة كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية الرامية أساس إلى انفتاحها على محيطها السوسيو اقتصادي والثقافي باعتبار الجامعة فضاء لإذكاء الحوار والنقاش العلمي الهادئ في الانشغالات المجتمعية الكبرى أبرزها موضوع البيئة الذي يحظى باهتمام بالغ من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وتوليه الحكومة كامل العناية خاصة خلال السنوات الأخيرة مع بروز عدة مشاكل بيئية تهدد أمن وسلامة المواطنين.
افتتح اليوم الدراسي بكلمة الدكتور جواد فوصحي العميد بالنيابة لكلية والعلوم والتقنيات بالرشيدية توجه فيها بالشكر للسيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الانسان، والسيد المدير الجهوي لقطاع البيئة، والسيد ممثل الحوض المائي، والسيد ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والسيد ممثل المديرية الجهوية لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وكافة الأساتذة والطلبة الحاضرين، ومختلف وسائل الاعلام التي لبت الدعوة لنقل أشغال هذا اللقاء، وشدد على أهمية انفتاح الكلية على محيطها وتدارسها لقضايا مجتمعها المحلي ومساهمتها في إيجاد حلول لهذه القضايا، بما فيه موضوع البيئة الذي يتبوأ مكانة خاصة لدى ملك البلاد وحكومة جلالته، وعلى اعتبار أن الكلية تضم أساتذة وكفاءات في عدة مجالات بما فيها هذا المجال تتوفر بفعل خبرتها الطويلة على حلول علمية وعملية لعدة إشكالات بيئية قادرة على تحويل التهديدات والمخاطر البيئية إلى إمكانيات وفرص يمكن استثمارها لخلق الشغل والثروة وأعطى مثالا على تحويل وتثمين النفايات، وتصفية المياه العادمة…فقد أبدى استعداه الكامل للانخراط في أية دينامية ترمي إلى المحافظة على البيئة وحمايتها من المخاطر التي تحدق بها، وعلى المستوى الأكاديمي فالكلية ستشارك بأبحاثها وانجازاتها العلمية في أية مبادرة تنموية تروم تجاوز التهديدات البيئية وخلق مناصب شغل في هذا المجال.
ذكرت السيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الانسان في مستهل كلمتها بالدور البارز للمجلس الوطني لحقوق الانسان لتسهيل التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والباحثين الأكاديميين، وسعيه الدؤوب لتضييق الهوة بين القواعد والمعايير وفعلية التطبيق في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وذلك استنادا للدور المسنود لمؤسسات الحكامة في دستور 2011، الذي خصها بأزيد من عشرين فصلا. السيدة الرئيسة صرحت أن لقاء اليوم المنظم بتعاون بين اللجنة وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية والمديرية الجهوية لقطاع البيئة، يأتي في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة مع جامعة مولاي إسماعيل بمكناس ولتنزيل البرنامج السنوي للجنة الجهوية برسم سنة 2022، وترمي اللجنة من وراء إجراء هذا اليوم المساهمة في إيجاد حلول عملية لمواجهة المخاطر البيئية التي تعرفها الجهة والتي تضاعفت خلال السنوات الأخيرة: الجفاف، الحرائق التي تهدد الواحات…والاستجابة لانشغالات ساكنة الجهة في هذا المجال وذلك لتفعيل الحق في بيئة سليمة الذي يحظى بمكانة خاصة لدى المنتظم الدولي والتشريع الوطني ويعتبر في صلب السياسات العمومية ببلادنا، وبهذا الخصوص عرجت على التدابير والإجراءات القانونية والمؤسساتية والاجرائية التي اتخذها المغرب لحماية البيئة والمحافظة عليها، وفي الأخير توجهت بالشكر الجزيل وبالغ الامتنان للسيد العميد بالنيابة وكافة مسؤولي الإدارات وممثليها المشاركين في اليوم والحضور الأكاديمي والطلابي على مساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا اليوم.
شكر السيد المدير الجهوي لقطاع البيئة الساهرين على هذه المبادرة وعلى اختيار موضوع الانشغالات البيئية الكبرى لجهة درعة، خاصة الجهة التي تعيش على وقع عدة تحديات بيئية كالتغيرات المناخية، التصحر…لكن بالمقابل تزخر بمجموعة من المقومات كالطاقات المتجددة والمنظومة الواحاتية المتأقلمة مع إشكاليات التغيرات المناخية على مر السنين والتي تتطلب تظافر الجهود كافة المتدخلين وساكنة المنطقة للحفاظ عليها وتنميتها وضمان استدامتها لمواجهة المخاطر المحدقة بها. بدورهم نوه كل من ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمديرية الجهوية لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية، وممثل وكالة الحوض المائي بتنظيم مثل هذه الملتقيات داخل الكلية والتي تتناول موضوعا له راهنيته في ظل النقص الحاصل في الموارد الطبيعية بجهة درعة تافيلالت على غرار باقي مناطق العالم، بفعل الأنشطة البشرية واشتداد التغيرات المناخية مما يندر في حالة عدم التدخل بعواقب لا تحمد عقباها، المتدخلون سجلوا توالي ظاهرة حرائق الواحات التي تعيش أصلا على القلة والندرة والتهديدات الحقيقية التي تواجه التنوع البيئي بالجهة وتفشي ظاهرة التصحر بسبب قلة التساقطات وتوالي سنوات الجفاف….كل هذه المشاكل البيئية تستدعي تضامن الجميع من أجل مواجهتها من هنا تبرز أهمية هذا اليوم الدراسي الهادف إلى الوقوف على الوضع البيئي بالجهة ورفع منسوب الوعي لدى الطلبة بأهمية الحفاظ على البيئة، وتقاسم المعلومات والخبرات بين مختلف المتدخلين لإيجاد حلول عملية مشتركة لمواجهة التحديات البيئية.
هذا ونشير إلى أن الجلسة العملية لهذا اليوم الدراسي تضمنت عدة مداخلات للقطاعات الفاعلة في مجال البيئة والتي نسردها فيما يلي:
– مداخلة وكالة الحوض المائي: «أية مقاربة لتحقيق الأمن المائي بجهة درعة تافيلالت حكامة التدبير المندمج للماء “،
– مداخلة المديرية الجهوية لقطاع البيئة والتنمية المستدامة: ” الوضع البيئي بجهة درعة تافيلالت وفعلية الحق” استنادا للتقرير المعد لأول مرة في هذا الشأن وهو ثمرة عمل أطر هذه المديرية،
– مداخلة الدكتور شكيب العالم أستاذ مادة البيولوجيا بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية: “تحولات النظم الفلاحية بجهة درعة تافيلالت وفعلية الحق”
– مداخلة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان تحت عنوان: “حرائق الواحات بجهة درعة تافيلالت وفعلية الحق”،
– مداخلة المديرية الجهوية لوزارة البيئة والتنمية الاجتماعية: التلوث البيئي وفعلية الحق في الصحة ” حالة الإدارة المتكاملة لمكافحة ناقلات الأمراض”
الورشات:
الورشة الأولى: حماية البيئة الواقع والاكراهات والحلول
الورشة الثانية: المجتمع المدني والشأن البيئي بجهة درعة تافيلالت: أية مساهمة؟”
في ختام اليوم الدراسي تقدم مقرر كل ورشة على حدة بتقديم تقرير مفصل حول أشغالها وتم فتح نقاش للخروج بتوصيات وخلاصات سيتم رفعها للجهات المعنية بموضوع البيئة ببلادنا.