الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية بكلية الحقوق بطنجة)
تحتل الأزمة الليبية مكانة هامة في نظام العلاقات الدولية بين الغرب في شخص الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن تطورات ومجريات الوضع الليبي الذي تدهور منذ سنة 2011، ومرورا بتأجيل وتعطيل الانتخابات الليبية المؤرخة 24 ديسمبر 2021، ووصولا إلى الانقسامات والخلافات لمشروع قرار تمديد البعثة الأممية إلى ليبيا بتاريخ 27 يناير 2022، وذلك في ظل تفاقم المتغيرات الدولية والتحولات الجارية في النظام الدولي، بما في ذلك الصراع الأمريكي الروسي بشأن الأزمةالأوكرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن طبيعة الانقسامات والتجاذبات والتوترات السياسية تتمثل أساسا في عدم تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار تمديد مهام البعثة الأممية إلى ليبيا وتركه إلى أجل غير مسمى، وكذا جدل بشأن بقاء المبعوث الأممي الحالي بين واشنطن التي تريد الحفاظ على مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفياني ويليامز، وبين موسكو التي تطلب تعيين المبعوث الأممي الجديد خلفا للمبعوث الأممي السابق يان كوبيش الذي استقال من منصبه بتاريخ 23 نوفمبر 2021.
كما أن المشهد الليبي الحالي يعيش العديد من الضغوطات السياسية والديمقراطية الداخلية من جهة، والأزمات والمخاطر الأمنية بشأن الانسحاب التدريجي والمتوازن والمتسلسل للملتزقة أو الجماعات المسلحة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية حسب مباحثات خطة اللجنة العسكرية الاشتراكية 5 زائد 5 التي تضم ممثلين عن القيادة العامة للجيش وممثلين حكومة الوفاق سابقا مع تركيا وروسيا من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: ما هي الدوافع والحيثيات الجيو السياسية وراء فشل المساعي الأممية والجهود الإقليمية بشأن حلحلة الأزمة الليبية؟ وبعبارة أخرى هل تتمكن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفياني ويليامز من أداء الدور بمفردها بشأن الوضع الليبي المتردي؟.