أشاد البابا فرنسيس عشية يومه السبت في مقر هيئة كاريتاس في الرباط، في لقاء مع عدد من المهاجرين بحضور رئيس أساقفة طنجة ومدير هيئة كاريتاس المحلية، ضمن اجندة زيارته للمغرب بمؤتمر مراكش للهجرة واعتبر بابا الفاتيكان أن المؤتمر الحكومي الدولي، الذي عقد في مراكش والذي وافق على تبنّي الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظّمة والنظامية. “يمثّل ميثاق الهجرة، على وجه الخصوص، خطوة هامّة إلى الأمام بالنسبة للمجتمع الدولي الذي، ولأوّل مرّة، يواجه المسألة على مستوى متعدّد الأطراف، في وثيقة مهمّة.
واعتبر البابا أن هذا الميثاق يسمح بالاعتراف وبالإدراك أن قضية المهاجرين “ليست مسألة مهاجرين وحسب، كما لو كانت حياتهم مجرّد واقع غريب أو هامشي لا يمتُّ بِصلةٍ لباقي المجتمع. كما لو كانت صفتهم كأشخاص ذوي حقوق قد “عُلِّقت“ بسبب وضعهم الحالي؛ “ذلك أن تواجد أيّ مهاجر في هذا الجانب أو ذاك من الحدود، لا ينقّص من إنسانيته وكرامته، ولا يزيد منها“.
وأضاف البابا أن الوجه الذي نريد أن نعطيه كمجتمع، هو الذي وُضِعَ على المحكّ، كما وقيمة كلّ حياة، فقد تمّ القيام بخطوات عديدة وإيجابية نحو الأمام في مجالات عديدة ولاسيما في المجتمعات النامية، ولكن لا نقدر أن ننسى أنّ تقدّم شعوبنا لا يُقاس فقط من خلال التطوّر التكنولوجي أو الاقتصادي. هو يتوقّف قبل كلّ شيء، على قدرتنا بالانفعال وبالتأثّر بفعل مَن يقرع على الباب ويفضح بنظره جميع الآلهة الزائفة التي ترهن الحياة وتستعبدها، آلهة تعِد بسعادة وهميّة وزائلة مبنيّة على هامش الواقع وألم الآخرين.
وقدم الحبر الأعظم أربع وصايا للبلدان المستقبلة للمهاجرين مضيفا أنه أراد أن يقدم أربعة أفعال لذلك تثمثل في الضيافة والحماية والتعزيز والإدماج، لكي يتمكّن الذين يريدون المساعدة في جعل هذا العهد ملموسًا وحقيقيًا في أن يلتزموا بحكمة بدلًا من أن يصمتوا، وأن ينقذوا بدلًا من أن يعزلوا، وأن يبنوا بدلًا من أن يهجروا.