سفيان البحري وبنت الداودي.. والشراب الغدار

خالد بوبكري
اليوم لا حديث بمواقع التواصل الإجتماعي إلا على سفيان البحري الذي يملك صفحة فيسبوكية تنشر الصور الملكية، و نادية الداودي نجلة القيادي لحسن الداودي القيادي بحزب العدالة والتنمية والوزير السابق بحكومة بن كيران والعثماني، في نسختها الأولى والثانية.

الأخبار المتداولة تقول أن نادية ضربت سفيان بقنينة خمر بحانة ليلية بالعاصمة الرباط، أما لماذا وكيف وما الذي جرى، حتى وقع ما وقع، فيصعب الخوض فيه لتضارب الأقوال.

حتى هنا فالحادث عادي، ويمكن أن يقع لأي شخص في مثل هذه الواقعة، مادام « الشراب غدار » كما يقول المثل. وربما لا يستحق هذه الهالة التي أحيطت به، والأطراف المعنية به.

لكن قبل الخوض في هذه النازلة، دعونا نتعرف على الأشخاص الثلاثة الذين أشعلوا الفضاء الأزرق، وأصبحت قضيتهم تحتل « الطندونس » بعد أن تسيد واقع فيروس كورونا بالمغرب لأيام على الجدل والنقاش به:

-سفيان البحري وهو شاب يبلغ من العمر 30 سنة، مدير ومسير صفحات تحمل إسم الملك محمد السادس على مواقع التواصل الاجتماعي، وينشر صور تخص العائلة الملكية بشكل مسترسل.

– نادية الداودي نجلة لحسن الداودي، مشاغبة وصاحبة سوابق في إثارت الخصومة والنزاعات، فهذه ليست المرة الأولى التي يثار إسمها في قضايا الضرب والجرح، فالفتاة الجميلة سبق وأن إعتدت على فلاح بأكلموس بإقليم خنيفرة عندما كان الأب وزيرا، واللائحة طويلة.

هذا دون الحديث عن أن البنت تحمل الجنسية الفرنسية ووالدتها فرنسية، ومتشبعة بالثقافة الفركوفونية، ولا علاقة لها بإنتماء الأب ومذهبه الديني.

– لحسن الداودي أستاذ جامعي، متزوج من غربية، في بداياته السياسية طرق باب مجموعة من الأحزاب اليسارية، كحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، الذي دق باب مقر محمد أمين بفاس في بداية التسعينات، لكن الرغبة في تسلق الدرجات والزعامة لم تحالفه في الإنتماء لهذا الحزب الذي كانت الأقدمية والشرعية النضالية هي المحدد في الوصول للقيادة.

لكنه غير وجهته نحو إسلاميو المغرب، وصار قياديا ونمودجا في حزب العدالة والتنمية الذي لا يخفي ميولاته الاسلامية ، ودفاعه على  قيم معينة كتحريم تناول الخمر ورفض التبرج والإختلاط بين الرجل والمرأة…

وهكذا صار الداودي مدافعا ومؤطرا ونصوحا للمجتمع بخلفية دينية للمجتمع بجميع فئاته، ومهللا بذلك، وهو الذي يبدو أنه فشل إنطلاقا من منهج حزبه في تأطير واحد من صلبه ودمه.

لكن لماذا هذه القضية البسيطة بالنسبة للمجتمع والمحامون ورجال القضاء أخدت أكثر من حجمها المعتاد؟

أعتقد أن هناك شخصيتين محوريتين في القضية، واللذين يخفيان غابة من الألغام في وطننا، ويجب على المهتمين والإعلام والمثقفين والسياسيين إبطال مفعولها.

فسفيان البحري ترامى بدون وجه حق على الملكية التي هي ملك لجميع المغاربة وتحتل مكانة مهمة في وجدانهم، ونصب نفسه مالكا لنشر صورها بفضاء ملغوم، رغم أن لا صفة له في ذلك، ولحسن الداودي الذي يستعمل الدين في فضاء سياسي ومجتمعي فوض هذا الأمر تاريخيا ودستوريا لإمارة المؤمنين.

فالأول ترامى على الملكية والثاني على الدين الإسلامي، ومعلوم أن هذه الثنائية هي جزء مهم من شعار المملكة والمغاربة القائمة على ثلاثية؛ الله الوطن الملك.

وبالتالي فالمطلوب اليوم هو عدم ترك من هب ودب يتحدث أو إن صح التعبير، يتلاعب بما هو ديني أو ملكي، فالملكية لها قنواتها الرسمية لتصريف خطابها وصورها ورسائلها، وهي أسمى مما يقع بفضاء أزرق ملغوم وموبوء، يجتمع فيه الصالح والطالح.

والدين الإسلامي، هو ديننا جميعا، والتاريخ والقانون يحددان مساحة وهامش وإختصاص من يتحدث بإسمه وفاعل فيه، والقوانين التي أنتجها التشريع المغربي تعج بالعقوبات في حالة الإعتداء أو استعمال الدين أو الملكية في أغراض غير المحدد لها قانونا.

فلماذا لا يتم تفعيل القوانين في مثل هذه الحالات، وترك « الشراب الغدار » يفضح عورتنا؟

اترك تعليقاً

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *