شكلت تطبيق المادة 189 من مدونة السير مشاكل عديدة لكون ضبط المخالفة يتم بناء على تقدير شخصي لأعوان المراقبة، الذين يعتمدون على الملاحظة البصرية فقط، في غياب أي أجهزة قياس دقيقة، وهذا ما يؤدي في كثير من الحالات إلى مشادات كلامية بين السائقين ورجال المراقبة، حيث يؤكد أغلب السائقين أن العطب وقع بشكل فجائي أثناء القيادة، وهو أمر يصعب إثباته من الناحية التقنية والقانونية، كما أن عددا منهم يطالبون بالتمكن من إصلاح الخلل فورا أو اتخاذ تدابير بديلة كاستخدام إشارات إنارة مؤقتة، بدل أن يتم تحرير المخالفة بشكل آلي ودون مراعاة الظروف المحيطة.
في خطوة تشريعية تهدف إلى وضع حد للجدل القائم حول مخالفات أضواء المركبات، تقدم الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب بمقترح قانون يقضي بتعديل هذه المادة وذلك استجابة للاحتجاجات المتكررة من طرف السائقين الذين يعتبرون أن تطبيق هذه المادة يكتنفه الكثير من الغموض، ويؤدي إلى تباين في الممارسات بين أعوان المراقبة الطرقية، مما يفتح الباب أمام التأويلات المتضاربة والشطط في استعمال السلطة.
وقال الفريق إن مدونة السير، التي تم إقرارها بموجب القانون رقم 52.05، جاءت في الأصل لتأطير وضبط حركة المرور على الطرق العمومية، بهدف تعزيز السلامة الطرقية وتقليص نسبة حوادث السير التي تخلف خسائر مادية وبشرية جسيمة، حيث ورغم أن النصوص القانونية المنظمة لهذا المجال تتسم بطابع وقائي أكثر منه زجري، إلا أن بعض مقتضياتها، كما هو الحال بالنسبة للمادة 189، أثارت الكثير من الجدل بسبب صعوبة الحسم في مدى مسؤولية السائق عند تعرضه لعطب مفاجئ في أضواء مركبته أثناء السير.