البطيخ المغربي بين انتعاش التصدير واستنزاف الموارد المائية

هاشتاغ
يعرف موسم البطيخ المغربي هذا العام أداءً مميزًا من حيث الجودة وارتفاع حجم الصادرات، رغم تقلبات مناخية أثرت على مناطق الإنتاج مثل زاكورة وتارودانت وقرية با محمد. وقد ساهمت المساحات المزروعة الواسعة، التي بلغت 2500 هكتار، في تعويض نسب التلف الناتجة عن موجات البرد والحر، مع توقع تصدير نحو 80% من الإنتاج في بعض المناطق نحو الأسواق الأوروبية.

في المقابل، يثير هذا النجاح الزراعي تساؤلات بيئية ملحّة، خصوصًا أن البطيخ من الزراعات الأكثر استهلاكًا للمياه، ويُزرع غالبًا في مناطق تعاني أصلًا من الإجهاد المائي والجفاف، كما هو الحال في الجنوب الشرقي المغربي. وقد أدى هذا الواقع إلى تراجع مقلق في منسوب الفرشات المائية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة إذا استمر التركيز على زراعة منتجات موجهة للتصدير على حساب التوازن البيئي.

وبينما تراهن الحكومة والمنتجون على العائدات الاقتصادية والتنافسية في الأسواق الخارجية، يتزايد الضغط من قبل نشطاء وخبراء بيئيين للمطالبة بإعادة النظر في النموذج الزراعي المعتمد، بما يحقق الأمن المائي للمملكة ويحافظ على استدامة الموارد الطبيعية في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.