البوفا ينهش شباب المغرب.. مخدر قاتل بثمن بخس

فاطمة لمرس
يشهد المغرب، في السنوات الأخيرة، تفشّيًا خطيرًا لمخدر “البوفا”، الذي صار يُلقّب بـ”كوكايين الفقراء”، نتيجة انتشاره السريع وسط الشباب والمراهقين، لسهولة تصنيعه ورخص ثمنه، حيث لا يتجاوز ثمن الجرام الواحد منه 60 درهماً. هذا المخدر، الذي يتم تصنيعه من بقايا الكوكايين المخلوطة بمواد سامة مثل الأمونيا وبيكربونات الصوديوم، يُستعمل غالباً عن طريق الاستنشاق ويخلّف آثارًا نفسية وجسدية مدمّرة.

وحسب المختصين في علاج الإدمان، فإن مفعول البوفا يبدأ خلال 5 إلى 10 دقائق فقط، ويستمر لساعات، لكنه يخلّف تأثيرات عميقة وطويلة المدى. من بين أبرز الأعراض النفسية التي تظهر على المدمنين: القلق، الهلوسة، اضطراب النوم، جنون الارتياب، والاكتئاب الحاد، في حين تظهر أعراض جسدية مثل فقدان الشهية، اضطراب ضربات القلب، النشوة المصطنعة، وأحياناً الغيبوبة أو الوفاة جراء الجرعة الزائدة.

وما يزيد الوضع تأزماً، هو أن البوفا يحتوي على مكونات متغيرة من دفعة لأخرى، ما يصعب التنبؤ بتأثيراته ويجعل علاج إدمانه أكثر تعقيدًا. وتستمر أعراض الانسحاب بين 3 إلى 7 أيام، أبرزها: الاكتئاب الحاد، الرغبة في تعاطيه مجددًا، الغثيان، والآلام الجسدية، وقد تصل الأعراض إلى التفكير الانتحاري.

وتشير المعطيات الطبية إلى أن علاج الإدمان على البوفا يمر عبر مراحل تشمل التشخيص، وسحب السموم، والعلاج الدوائي، وصولاً إلى العلاج النفسي، خاصة من خلال برامج السلوك المعرفي ومجموعات الدعم. كما ينصح الأطباء ببرنامج “12 خطوة” المعتمد عالمياً، لمساعدة المرضى على استعادة توازنهم النفسي والروحي.

في ظلّ غياب التوعية الكافية وانتشار البطالة والفقر، يظلّ البوفا خطرًا محدقًا بفئات واسعة من الشباب المغربي، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات، سواء في الجانب الأمني لتجفيف منابع التصنيع والترويج، أو عبر حملات توعية ودعم لبرامج العلاج، قبل أن يتحول هذا المخدر إلى كارثة اجتماعية لا يمكن احتواؤها.