عبد السلام المساوي
ان الاتحاد الاشتراكي ليس حزبا كباقي الأحزاب ، وما ينبغي له ، وحده ولا أحد غيره …ان حزب الاتحاد الاشتراكي في المسار والصيرورة ، يشكل تميزا واستثناء ؛ من هنا ، وفاء لتاريخه الموشوم بالنضالات والتضحيات بعناوين بارزة : الوطنية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية …يحرص على أن تكون مؤتمراته لحظات تاريخية حاسمة وهادفة ؛ لحظات للتأمل والتفكير ، للنقد والبناء ، للاجتهاد والابداع …لحظات لتقوية الأداة الحزبية تنظيميا ولانتاج الأفكار والأطروحات التي تنتظم رؤية اشتراكية ديموقراطية حداثية ….
المغرب في حاجة الى اتحاد اشتراكي قوي لمواجهة القوى المعادية لوحدتنا الوطنية والمنزعجة من نهضتنا التنموية …اتحاد اشتراكي قوي لمواجهة العدمية والنكوصية والفوضوية …ووعيا منه بمهامه وأدواره ، اليوم أكثر من أي وقت مضى ، فانه عازم على تلقين الدروس في السياسة والتنظيم لمحترفي الشعبوية والتهريج والسفسطة …وذلك بالعمل الجاد والواعي والمسؤول لعقد مؤتمر ليس ك ” مؤتمرات ” الأحزاب اياها ….لعقد المؤتمر الوطني الحادي عشر ؛ مؤتمر الاتحاد الاشتراكي ؛ مؤتمر الاجتهاد التنظيمي والابداع السياسي ؛ المقدمات الناجحة تؤدي بالضرورة الى نتائج ناجحة …نجاح المجلس الوطني الأخير مقدمة كبرى للنجاح …انخراط اللجنة التحضيرية ، تنظيميا وسياسيا ، في العمل الجاد بدينامية وإيمان ؛ اجتماعات دائمة ، لقاءات ، ندوات …تقارب ما هو تنظيمي وما هو سياسي بإرادة انجاح هذه المحطة التاريخية وبتأطير كفاءات حزبية رائدة …بلادنا في حاجة الى اتحاد اشتراكي قوي …
ان الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ، ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث ، وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها .
وان بناء الأفق المستقبلي الاتحادي وتجديده مشروط بوعي تنظيمي جديد وفعال ، مشروط بأداة تنظيمية منفتحة على التحولات المجتمعية والثورة الرقمية ، ومشروط بسيادة الوعي الجماعي ، وبسيادة الارادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين .
ان الاتحاد الاشتراكي حزب يمثل وعيا طليعيا في التجربة السياسية المغربية ويحمل وعيا استباقيا للتاريخ ، تاريخ الحزب وتاريخ المغرب .
ويأتي المؤتمر الحادي عشر في ظل وضع سياسي يطبعه التغول المحافظ ( المحافظون الجدد ) ويطبعه الجمود والتقليد وتدني الوعي وتراجع القيم والأخلاقيات وتلاشي المرجعيات والتيه السياسي والميوعة وفقدان الثقة وانعدام الوضوح ، وضع سياسي يفتقر إلى النضج الفكري وإلى الحد الأدنى من التنظيم الذي ينير الطريق ويوضح الرؤية ويضفي على العمل السياسي قيمة ويرفع من انتاجيته …