التداعيات والتبعات السياسية للقرار الرئيس الروسي بشأن الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيستك ولوغانسك بإقليم دونباس شرق أوكرانيا

الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية  بكلية الحقوق بطنجة)

لا أحد يشك في أن القرار السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتعلق باعتراف استقلال جمهوريتي دونيستك ولوغانسك بإقليم دونباس شرق أوكرانيا بتاريخ 21 فبراير 2022، أغضب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وشرائكها في شخص الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وذلك في ظل تطورات ومجريات الأزمة الأوكرانية، وحجم التحولات الجارية في النظام الدولي، بما في ذلك الجهود والمساعي الدبلوماسية لتجنب التصعيد والتخفيف من التجاذبات والانقسامات والانشقاقات الجيو السياسية والجيو استراتيجية بين موسكو والغرب بقيادة واشنطن.

وتجدر الإشارة إلى أن التداعيات والتبعات السياسية للقرار الرئيس الروسي بشأن الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيستك ولوغانسك عن أوكرانيا ونشر القوات العسكرية فيهما، تنفيذا لاتفاقيات مينسك الذي لم يعد موجودا على أرض الواقع من جانب أوكرانيا على حسب قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 22 فبراير 2022، تتمثل في انتهاك صارخ للقانون الدولي ويتطلب ردا حاسما من طرف المجتمع الدولي، وضرب عرض الحائط جميع المحاولات السياسية والمبادرات الدبلوماسية للقوى الغربية، واللجوء إلى خيار العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، لاسيما وأن المستشار الألماني أولاف شولتس أعلن عن وقف مشروع نورد ستريم الروسي 2 بتاريخ 22 فبراير 2022، وذلك باعتبار أن ألمانيا ثاني شريك اقتصادي لروسيا بعد الصين، كما أن الرئيس الأمريكي جون بايدن أعلن عن مجموعة من العقوبات الاقتصادية بتاريخ 22 فبراير 2022، بما في ذلك عدم تجارة موسكو في الأسواق الغربية وقطع الدين العام عليها ،و استهداف 5 أفراد روس وعائلتهم، وكذا 25  شخصية ومنظمة روسية ومنع تداول السندات الروسية .

 وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: ما هي الردود العالمية إزاء هذه الخطوة الغير المسبوقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ؟ وبعبارة أخرى هل القوى الغربية مستعدة بما فيه الكفاية في الدخول في حرب مع الجانب الروسي؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *