التكنولوجيا الإسرائيلية تسهم في بناء ترسانة دفاعية مغربية غير مسبوقة

هاشتاغ _ الرباط

خلال السنوات الأخيرة، شهد المغرب تحولاً ملحوظاً في تعزيز قدراته الدفاعية، معتمداً على التكنولوجيا المتقدمة والتعاون الدولي لتطوير ترسانته العسكرية، حيث نجح بين سنتي 2020 و2023، في التقدم إلى صدارة الدول الإفريقية في مجال استخدام الطائرات بدون طيار، بإجمالي 223 طائرة، مما يجعله ثاني أكبر مشغل لهذه التكنولوجيا المتطورة في القارة بعد مصر. هذا التوجه لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية وشراكات دولية، أبرزها التعاون مع إسرائيل.

وفي سنة 2021، وقع المغرب اتفاقية عسكرية تاريخية مع إسرائيل، أعقبت استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث شكلت هذه الاتفاقية نقطة تحول كبيرة، حيث تمكن المغرب من اقتناء ما لا يقل عن 150 طائرة بدون طيار من شركة “بلو بيرد أيرو سيستمز” الإسرائيلية، منها طائرات من طراز “واندر بي” و”ثندر بي”.

هذه الطائرات ليست عادية، بل تتميز بتقنيات متقدمة، مثل الإقلاع والهبوط العمودي دون الحاجة إلى مدرج، مما يجعلها مثالية للعمليات في المناطق الصعبة والمهمات الحساسة، إضافة إلى ذلك، تتمتع بمدى يصل إلى 150 كيلومتراً، وزمن تحليق يتجاوز 12 ساعة، مما يجعلها أداة فعالة في مهام المراقبة والاستطلاع والدفاع الجوي.

لكن المغرب لم يكتفِ بدور المستورد للتكنولوجيا، بل اتجه نحو تعزيز استقلاله في المجال الدفاعي. في أبريل 2023، أعلنت شركة “بلو بيرد” عن افتتاح مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار في المغرب، خطوة تعكس التزام المملكة بتحقيق سيادتها التكنولوجية.

هذا المصنع لا يمثل فقط مشروعاً صناعياً، بل حجر أساس في بناء قاعدة محلية قادرة على تلبية احتياجات الدفاع الوطني، بل وربما تصدير هذه التكنولوجيا إلى دول أخرى في المستقبل.

إلى جانب ذلك، واصل المغرب تطوير قدراته الداخلية، حيث قدمت شركة “أيرودرايف إنجينيرينغ سيرفيسز” المغربية نموذجاً مبتكراً لطائرة “أطلس إيستار 1”. هذا النموذج يمثل قفزة نوعية في الإنتاج المحلي للطائرات بدون طيار، بفضل تصميمه المتقدم وقدرته على أداء مهام عسكرية معقدة تشمل المراقبة، الاستطلاع، وتحديد الأهداف.

ويهدف المشروع إلى إنتاج 1000 طائرة سنوياً، وهو طموح يضع المغرب في مقدمة الدول الإفريقية في هذا المجال.

ومن جهة أخرى، تعزز الشراكة المغربية-الإسرائيلية مكانة المملكة كمركز للتكنولوجيا الدفاعية في المنطقة. فالتعاون لا يقتصر على توفير الطائرات، بل يمتد إلى نقل المعرفة والتقنيات، مما يسمح للمغرب ببناء قدراته المحلية وتعزيز استقلاله الاستراتيجي. هذه الطائرات، التي تمثل ذروة الابتكار التكنولوجي، تعطي المغرب ميزة تنافسية في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري.

وأصبحت التكنولوجيا الإسرائيلية، بما توفره من قدرات متطورة، عنصراً محورياً في استراتيجية المغرب الدفاعية. ومع استمرار المملكة في تطوير شراكاتها الدولية، وتعزيز قدراتها الإنتاجية المحلية، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من الإنجازات.

اليوم، لم يعد المغرب مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل أصبح لاعباً رئيسياً في تطويرها وإنتاجها، مما يعزز موقعه كقوة صاعدة في مجال الدفاع بإفريقيا والعالم.