التنافس الأمريكي الصيني بين تطورات جزيرة تايوان والمناورات العسكرية البحرية

الدكتور محمد البغدادي (باحث في العلوم القانونية
بكلية الحقوق بطنجة)

يشتد التنافس الأمريكي الصيني حول جزيرة تايوان في نظام العلاقات الدولية على وقع المناورات البحرية والحشود العسكرية في ضوء تطورات الوضع التايواني المتأزم ، حيث يعرف العديد من التجاذبات والانقسامات الجيو السياسية بشأن تزايد التصعيد والتوتر حسب تصريحات السفير الصيني لدى الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 29 يناير 2022، وذلك من موقعها الاستراتيجي والحيوي الممتد لمضيق تايوان وقناة باشي باعتبارهما الممرين البحرين الرئيسين اللذين يربطان شمال شرق آسيا بجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأهميتها السياسية والاقتصادية.

وتجدر الإشارة إلى أن تطورات الوضع التايواني الحالي تحتاج إلى أكثر من أي وقت إلى تفاهمات وتوافقات واتفاقات بشأن ثروات المياه المشتركة وجزر المتنازع عنها كما هو الحال في جزري سبارتلي وبراسيل بين الصين وتايوان من جهة، وواشنطن وبكين من جهة أخرى.

كما أن هذا المشهد التايواني المتردي يمارس الصين أمامه الكثير من المناورات العسكرية البحرية في منطقة المحيط الهادئ لحماية أمنها القومي والحد من هذا الخطر المباشر والتهديد الصريح لنفوذها في محيط بكين الآسيوي، لاسيما وأن واشنطن أبرمت اتفاقية أوكوس بشأن الغواصات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأستراليا المؤرخة في 15 سبتمبر 2021، وهذا ما يتضح جليا من خلال دعوة الصين إلى دول جنوب شرق آسيا للوقوف ضد واشنطن كماليزيا وكمبوديا ولاوس بتاريخ 5 دجنبر 2021.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: كيف ستتعامل الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تفاقم تطورات الأزمة التايوانية كما هو الأمر في الوضع الأوكراني مع حليفيه الروسي؟ وبعبارة أخرى ماهي الأسباب الحقيقية وراء اهتمام وتوجه واشنطن في هذه الظرفية الحساسة نحو أوكرانيا والتايوان على حد سواء؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *