Hashtag
في تطور لافت للعلاقات الثنائية بين مدريد والجزائر، وافقت السلطات الجزائرية على استئناف استقبال المهاجرين غير النظاميين المرحّلين من إسبانيا، بعد توقف دام عدة أشهر بسبب الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين منذ عام 2022.
وحسب مصادر دبلوماسية إسبانية، فإن الدفعة الأولى من المهاجرين الذين شملهم الترحيل تضم سبعة قاصرين جزائريين وعددًا من البالغين الذين تم توقيفهم خلال محاولاتهم عبور البحر المتوسط نحو السواحل الإسبانية.
الخطوة تأتي في إطار مساعٍ من الجزائر لإعادة بناء جسور الثقة مع مدريد، بعدما تضررت العلاقات عقب إعلان الحكومة الإسبانية دعمها العلني للمبادرة المغربية بشأن الحكم الذاتي في الصحراء، وهو الموقف الذي أثار حينها غضب السلطات الجزائرية ودفعها إلى تعليق التعاون في عدد من الملفات الحساسة، خاصة المتعلقة بالطاقة والهجرة.
ويرى محللون أن قبول الجزائر استئناف الترحيلات يمثل مؤشرًا على تحوّل في موقفها تجاه إسبانيا، في ظل الضغوط الأوروبية الرامية إلى الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية عبر السواحل الجزائرية. كما يعتبر المراقبون أن هذه الخطوة تعكس رغبة النظام الجزائري في تخفيف العزلة الدبلوماسية التي عاشها خلال العامين الأخيرين، خصوصًا بعد تراجع مكانته داخل الفضاء الأوروبي.
في المقابل، شددت مدريد على أن أي تطبيع للعلاقات مع الجزائر يجب أن يكون مشروطًا بالتزامها بالاتفاقيات الثنائية في مجالات الأمن والهجرة والطاقة، معتبرة أن “استقرار العلاقات رهين بالاحترام المتبادل وتنفيذ الالتزامات القائمة بين الجانبين”.
وتتوقع مصادر دبلوماسية أن تلي هذه الخطوة اجتماعات تقنية بين المسؤولين من البلدين خلال الأسابيع المقبلة، لبحث آليات التعاون الأمني وتدبير ملف الهجرة، في وقت تواصل فيه إسبانيا الضغط على شركائها المغاربيين للحد من تدفقات المهاجرين نحو أوروبا.