الجزائر تُلين مواقفها وبوادر تحول تاريخي في ملف الصحراء المغربية

هاشتاغ
في تطور سياسي مفاجئ، كشفت مصادر دبلوماسية من الأمم المتحدة عن مؤشرات مرونة غير مسبوقة في الموقف الجزائري بخصوص قضية الصحراء المغربية، وذلك قبيل التصويت المرتقب في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 حول مشروع القرار الأمريكي المتعلق بالملف.

وحسب ما أوردته مصادر إعلامية دولية، فإن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أبدى، خلال مشاورات جرت على هامش اجتماعات المجلس، استعدادًا أوليًا لمناقشة مقترح الحكم الذاتي الموسّع الذي تقدم به المغرب سنة 2007، وهو المقترح الذي حظي بدعم متزايد من قِبل قوى غربية، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا.

ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس إدراك الجزائر لتغير موازين القوى الدبلوماسية داخل الأمم المتحدة، بعد أن أصبحت أغلبية الدول الأعضاء تعتبر مبادرة الحكم الذاتي “الحل الواقعي الوحيد” لإنهاء النزاع. كما أن واشنطن كثّفت ضغوطها على الطرفين للدخول في مفاوضات مباشرة بعيدًا عن جبهة البوليساريو، التي تراجعت مكانتها السياسية والدبلوماسية في الأشهر الأخيرة.

وبحسب مصادر قريبة من المشاورات الأممية، فإن الجزائر تسعى من خلال هذه الإشارات إلى تحسين صورتها الدولية وكسر حالة العزلة الدبلوماسية التي طالتها، خصوصًا بعد الانتقادات المتكررة بشأن عرقلة جهود التسوية الأممية.

ورغم هذه المرونة المعلنة، شددت الصحيفة على أن الجزائر ما تزال تربط قبولها النهائي بالحكم الذاتي بتعديلات نصية في القرار الأممي، وتفضل عدم التصويت داخل مجلس الأمن، في خطوة توصف بأنها محاولة لإرسال رسائل تهدئة دون تنازلات مباشرة.

ويرى محللون أن أي تحول فعلي في الموقف الجزائري قد يمهّد الطريق نحو انفراج دبلوماسي تاريخي في هذا الملف الذي شكّل محور توتر دائم بين الرباط والجزائر منذ ما يقارب نصف قرن.