خالد بوبكري
شهدت مدن مغربية خلال اليومين الأخيرين أول مواجهة مباشرة بين الدولة المغربية وشباب ينتمون إلى ما يعرف بالجيل Z في سابقة تكشف عن دينامية اجتماعية جديدة في التعبير عن الغضب من الأوضاع الصحية والتعليمية.
فقد دعا هؤلاء الشباب إلى “وقفة النظارات” في إشارة رمزية إلى تدهور الخدمات العمومية وخرجوا في تظاهرات سلمية حملت رسائل مختلفة في الشكل والمضمون عن الاحتجاجات التقليدية.
يتميّز هذا الجيل المولود في عالم الرقمنة والتواصل الفوري بلغة وأسلوبٍ مغايرين تماما للأجيال السابقة.
فخطابه المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي ولباسه العصري الممزوج برموز احتجاجية مبتكرة جعل تظاهراته تلفت الأنظار سريعا، كما أن قدرته على التعافي من الصدمات والتأقلم مع الأحداث السياسية والاجتماعية تظهر مستوى جديد من الوعي والمرونة في العمل الميداني.
أجهزة الأمن من جانبها بدت في موقف حذر إذ اكتفت باعتقال عدد مهم من المشاركين لفترات وجيزة ثم إطلاق سراحهم، في محاولة لفهم طبيعة هذا الحراك الجديد بدلا من تبني مقاربة أمنية تقليدية صارمة.
مصادر حقوقية أكدت أن هذه الخطوة تعكس إدراكا رسميا بأن التعامل مع هذا الجيل يحتاج إلى أدوات مختلفة نظرا لاختلاف سلوكه ورموزه عن الحركات الاحتجاجية السابقة.
بحسب تقارير دولية متخصصة (مثل موقع Culture RH الفرنسي)، يشكل شباب الجيل Z أكثر من نصف القوى العاملة المحتملة في العالم بحلول 2025.
وهؤلاء نشأوا في بيئة متصلة بالإنترنت والشبكات الاجتماعية ويفضلون الشفافية والسرعة والرمزية في تواصلهم مع السلطة والمجتمع.
وفي المغرب يبدو أن هذا الجيل بدأ ينتقل من فضاء “التفاعل الرقمي” إلى “الاحتجاج الميداني”، حاملا معه رموزه الخاصة ومطالبه الآنية في الصحة والتعليم والشغل.
واليوم تمثل هذه الاحتجاجات اختبارا عمليا للدولة المغربية في كيفية التعامل مع فئة عمرية مختلفة في أولوياتها وأدواتها الاحتجاجية، ويرى خبراء أن “التواصل المبتكر” والحوار المباشر قد يكونان السبيل الأنجع لتجنب تصعيد التوترات خاصة أن هذا الجيل لا يكتفي بالشعارات التقليدية بل يسعى إلى حلول ملموسة وسريعة لقضاياه.