الحرب الالكترونية بين واشنطن وموسكو

محمد البغدادي (باحث في مركز الدكتوراه في تخصص القانون الخاص كلية الحقوق بطنجة)   

أصبح من المعلوم بأن الحرب الالكترونية بين واشنطن وموسكو برزت منذ اتهام الولايات المتحدة الأمريكية قراصنة روسيا باختراق خطوط الدفاع الالكترونية في عدة محطات للطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 25 يوليوز 2018 وبتعرض موقع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية للهجمات الالكترونية بتاريخ 16 مارس 2020 وبتجسس على أشخاص وجماعات مشاركة في الانتخابات الرئاسة الأمريكية بتاريخ 10 سبتمبر 2020 وباتهام وزارة الخارجية الأمريكية قراصنة روسيا بالوقوف وراء الهجمات الالكترونية التي ضربت وكالات حكومية أمريكية من إدارات وهيئات حسب شركة مايكروسوفت بتاريخ 19 سبتمبر 2020 ، هذا فضلا عن تعرض أكبر شركة أمريكية مشغلة لأنابيب الوقود في الولايات المتحدة الأمريكية كولونيال بايبلاين للهجوم الالكتروني بتاريخ 8 ماي 2021 وتوقف 5 من أكبر مصانع اللحوم في الولايات المتحدة الأمريكية عن العمل جراء الهجوم الالكتروني بتاريخ 2 يونيو 2021 ، وتعرض 1500 عملاء شركة برنامجيات كأسيا للتكنولوجيا للهجوم الالكتروني حسب شبكة سي بي إس الأمريكية بتاريخ 6 يوليوز 2021، خلافا لموسكو التي وضعت إستراتيجية جديدة للأمن القومي في مواجهة الغرب سنة2021 التي استحضرت محاورها الأساسية الأمن الروسي السيبراني من خلال مواجهة تدخل عدد كبير من الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي من خلال استعمال تكنولوجيا المعلومات والارتفاع الخطير في عدد هجمات القرصنة على الموارد المعلوماتية الروسية.

وبالموازاة مع هذه الإستراتيجية الروسية الجديدة ، بادر الكونغريس الأمريكي سنة 2021 إلى موافقة على 5 مشاريع قوانين الأمن السيبراني والتي تتجلى أساسا قي مشروع قانون يتعلق بتحسين الأمن السيبراني والذي يهدف إلى مساعدة الوكالات الحكومة على إقامة الحواجز الرقمية أمام الهجمات الالكترونية بقيمة 500 مليار دولار أمريكي ومرورا بمشروع قانون يتعلق بمعالجة نقاط الضعف وثغرات الأمن السيبراني تحت مسؤولية معالجة وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ووصولا إلى مشروع قانون يرتبط بالتمرينات الالكترونية لاختبار الدفاعات البنية التحتية الحيوية لإحباط الهجمات تحت إشراف وكالتي الأمن السيبرانية وأمن البنى التحتية ،و مشروع قانون يتعلق بالحس السيبراني من خلال إنشاء وزارة الطاقة برنامج لاختبار أمن منتجات الطاقة الحساسة ومشروع قانون المتعلق بتحسين قدرات أنظمة التحكم المسؤولية لوكالة الأمن السيبراني لتحديد التهديدات التي تتعرض أنظمة التحكم الصناعية.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الذي يثار بحدة هو: هل نجح الحوار الاستراتيجي في قمة جنيف الذي جمع بين جوبايدن وبوتين المؤرخة في 16 يونيو 2021 في التخفيف من الهجمات السيبرانية والحد من الحرب الالكترونية بين واشنطن وموسكو؟ وبعبارة أخرى كيف ستتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع هذا التحالف الالكتروني بين بكين وموسكو؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *