الداخلية تجري الانتخابات بالمغرب تحت ضوء القمر.. وتمدد التصويت لمنتصف الليل

هاشتاغ
في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات المحلية بالمغرب، أعلنت وزارة الداخلية عن إجراء انتخابات جزئية يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025 لانتخاب أعضاء مجالس جماعية بـ69 جماعة ترابية موزعة على 35 إقليماً وعمالة، وذلك لشغل أزيد من 80 مقعداً شاغراً، وفقاً لما ورد في القرار المنشور بالعدد الأخير من الجريدة الرسمية (7409).

وما أثار الانتباه في هذه المحطة الانتخابية، هو اعتماد توقيت غير معتاد لدى الناخب المغربي، حيث ستظل مكاتب التصويت مفتوحة إلى غاية منتصف الليل (الساعة 12 ليلاً)، في حين اعتاد المواطنون على انتهاء عمليات التصويت عند الساعة السادسة مساءً، ما أثار تساؤلات في الأوساط السياسية والإعلامية حول جدوى هذا التمديد وظروفه التقنية واللوجستيكية، خاصة في القرى والمناطق غير المؤهلة من حيث الإنارة والبنية التحتية.

ويخشى بعض المراقبين أن يؤثر هذا التوقيت الليلي على مستوى المشاركة وشفافية العملية الانتخابية، باعتبار أن “الليل” في المخيال الجمعي يرمز إلى الغموض ويقل فيه الحضور الميداني للمراقبين والملاحظين، في وقتٍ تُبنى فيه الثقة في صناديق الاقتراع على الوضوح والانضباط المؤسساتي.

وبحسب نص القرار الوزاري، يتوجب على المترشحين إيداع ترشيحاتهم بشكل فردي بمقر السلطة المحلية، في الفترة الممتدة من الخميس 12 يونيو إلى غاية الساعة الثانية عشرة زوالاً من يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، فيما تمتد الحملة الانتخابية من فجر يوم الأربعاء 18 يونيو إلى غاية منتصف ليل الاثنين 30 يونيو.

هذا، ومن المنتظر أن تُعلن النتائج النهائية لهذه الانتخابات الجزئية في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء/الأربعاء، مما سيجعل أعين المتابعين مركزة على سير العملية ومخرجاتها، خصوصًا في ظل حساسية بعض الجماعات المعنية من حيث التوازنات السياسية المحلية.

ويبقى الرهان الأساسي هو ضمان نزاهة وشفافية الاقتراع في هذا الظرف الزمني الاستثنائي، خاصة أن المغرب مقبل على محطات انتخابية أكبر تتطلب تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات، وترسيخ ثقافة انتخابية تحترم قواعد التنافس النزيه والوضوح.