الدار البيضاء بعيون مصمم أزياء إسباني… مدينة الحداثة والجذور المتجددة

عبد العالي بونصر/برشلونة
نشرت صحيفة El País الإسبانية، ضمن ملحقها السياحي El Viajero، مقالًا مطولًا يسلّط الضوء على مدينة Casablanca من خلال رحلة خاصة رفقة مصمم الأزياء الإسباني Alejandro Palomo، في قراءة ثقافية وإنسانية تمزج بين السياحة، والموضة، والتحولات الاجتماعية بالمغرب.

المقال، الذي وقّعه الصحافي توم سي أفيندانيو، قدّم الدار البيضاء باعتبارها مدينة مغربية ذات طابع تقدمي وحداثي، تجمع بين العمق الثقافي والانفتاح على الأجيال الجديدة، بخلاف الصور النمطية السائدة عن المدن التاريخية التقليدية. واعتبر أن العاصمة الاقتصادية للمملكة تمثل فضاءً حيًا لتعايش الجذور مع التعبيرات المعاصرة، خاصة لدى الشباب.

واستعرضت الصحيفة مشاهد من الحياة اليومية بالمدينة، من بينها فضاءات التزلج الحضري وسط الأحياء، حيث رصد المصمم الإسباني ملامح جيل مغربي جديد يعيد تشكيل هويته بعيدًا عن القوالب الجامدة، في توازن بين الخصوصية الثقافية والتأثيرات العالمية.

وأكد بالومو، وفق المقال، أن الدار البيضاء تُجسّد نموذجًا لمغرب ممكن ومتغير، قادر على استيعاب الاختلافات الفردية والتعبير الحر، معتبرًا أن هذه المدينة الساحلية تعكس تحولات عميقة في المجتمع المغربي، لا سيما لدى فئة الشباب.

وتوقّف المقال عند جولات المصمم الإسباني في حي الحبوس التاريخي، حيث الأسواق التقليدية والحِرف المحلية، وصولًا إلى Mosque Hassan II، أحد أكبر المعالم الدينية في إفريقيا، والذي وصفه بالومو بمصدر إلهام بصري وفني، خاصة من حيث الزخرفة والألوان والحِرف التي أنجزها آلاف الصناع المغاربة.

كما أبرزت الصحيفة إقامة الوفد الصحافي في فندق Royal Mansour Casablanca، التابع للمجموعة الفندقية المملوكة للمؤسسة الملكية المغربية، معتبرة أن افتتاح هذا الفندق الفاخر سنة 2024 يعكس رهان المغرب على السياحة الراقية والبعد الثقافي للمدن الكبرى.

ويخلص المقال إلى أن الدار البيضاء لم تعد مجرد مركز اقتصادي، بل تحوّلت إلى فضاء إبداعي وثقافي يجذب المصممين والفنانين وصنّاع الموضة، ويعكس صورة مغرب معاصر يشتغل على تحديث جذوره دون القطيعة مع ماضيه.

وتندرج هذه التغطية ضمن سلسلة مقالات دولية تعكس تنامي الاهتمام الإعلامي الإسباني والعالمي بالمغرب، ليس فقط كوجهة سياحية، بل كنموذج اجتماعي وثقافي في طور التحول.