الدرويش : الواقع الحزبي مقلق وعلى الأحزاب المغربية لعب الدور المنوط بها

هاشتاغ.الرباط

في سياق اقتفاء موقع “هاشتاغ” لآثار المؤتمر الوطني الذي سيعقده حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،وأبرز ما يميز استعدادته والمستحدات التي تواكب ، قام بمحاورة القيادي والأستاذ محمد الدرويش، الذي قدم رأيه في مجموعة من القضايا المتعلقة بالواقع الحزبي بالمغرب اليوم ، و ظروف الإعداد لهذا  المؤتمر ، و الولاية الثالثة ، و غيرها من الأمور التي تثير اهتمام الرأي العام.

حول الواقع الحزبي اليوم ؟

وفي هذا الصدد قال محمد الدرويش في تصريح لموقع “هاشتاغ” أنه يعتقد أن الواقع الحزبي اليوم مقلق ومثير لسؤال عميق حول مدى استطاعة الأحزاب السياسية ، والتي يبلغ عددها اليوم ما يقارب 37 حزباً سياسياً ، القيام بأدوارها التي حـددها لها دستور يوليوز 2011 ، مضيفاً أنها مطالبة بالتكوين والتأطير وإعداد النخب وممارسة الديمقراطية الداخلية في إشراك الجميع ، شباباً ، ونساءً ، ورجالاً.
وشدد المتحدث نفسه بالقول على أنها  مطالبة بالتواجد في كل المواقع القروية ، والحضرية ، والمساهمة في تدبير وتسيير الشؤون المحلية ، والجهوية،  والوطنية عبر المواقع التي يخولها لها الدستور؛ لكن واقع الأمر ، أن أغلب هاته الأحزاب غائبة عن أدوارها المحددة في الدستور ، و القوانين الأساسية محليا ، و  جهويا ، و  وطنيا ، و دوليا بل إن أغلبها صار دكاكين انتخابية محدودة الرؤيا ، أسست لخدمة الزعيم ، أو القائد السياسي العظيم الذي خلق من أجله ، وعائلته ، وأقربائه هذا الحزب أو ذاك.

فهل يحتاج المغاربة باسم الديمقراطية والتعدد كل هاته الأحزاب السياسية ؟

وعلاقة بهذا السؤال قال محمد الدرويش ” لا أعتقد ذلك ، لذلك أدعو الساهرين على تدبير هذا الشأن  في البلاد ، و كل الفاعلين في كل المستويات ، إلى مراجعة واقع الاشتغال السياسي ، والعمل الحزبي ، والعمل من أجل التقليص من أعدادها ، ووضع شروط موضوعية لتأسيسها ، تحد من البلقنة الحزبية ، وتحد من السمسرة السياسية ، وتدعم الأحزاب الوطنية ذات الأبعاد المجالية،  والاجتماعية ، والاقتصادية ، والتي تؤدي رسالاتها حسب منطوق دستور يوليوز 2011 و كذا القوانين المنظمة ، بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين.

وأضاف المتحدث ذاته أن مجريات العملية الانتخابية الأخيرة تؤكد عزوف أعداد كبيرة من المواطنين عن الفعل السياسي ، رغم المجهودات التي بدلتها  مجموعة من الأحزاب السياسية ، و وزارة الداخلية  في عمليات التسجيل ، بدليل أن ما يقارب 27 مليون في سن ما بعد 18 سنة ، لم يشارك في الانتخابات إلا أقل  من 9 ملايين ، و من العدد الإجمالي ، أكثر من 8 مليون شخص غير مسجلين و اكثر من 8 ملايين لم يشاركوا في عمليات التصويت .

وذكر متحدثنا أن قوة الدولة  لا ترتبط فقط بالقوة الاقتصادية ، و بالقدرة على الدفاع عن الوحدة الترابية ، و السياسة الخارجية للوطن ، و بقوة الادخار و غيرها ، بل تمتد إلى المجالات الاجتماعية و السياسية ، و ذلك  بوجود أحزاب سياسية ، و مركزيات نقابية ، و نقابات قطاعية قادرة على تأطير المجتمع بكل طبقاته ، و متمكنة من التمثيلية الحقيقية ، و الفعلية لكل الطبقات ، فانفصام هاته الأخيرة عنها ، قد يضر بالاستقرار المجتمعي ، علما أن قوة النقابات من قوة الأحزاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *