اختتمت قبل قليل أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية مع إعتماد جميع مشاريع الملفات المدرجة في جدول الأعمال لرفعها على مستوى قمة القادة العرب.
ونجح المغرب في إدراج ملف التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية و تسليحها تنظيمات إرهابية مثل البوليساريو بالدرونات ضمن جدول أعمال القمة العربية رغم اعتراض جزائري.
مصادر دبلوماسية ، كانت قد كشفت أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطه دعا خلال الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية العرب، السبت، في الجزائر، إلى إدراج تسليح إيران لجبهة البوليساريو بطائرات مسيرة (درون)، ضمن جدول أعمال الاجتماع، وهو ما اعترض عليه وزير خارجية الجزائر رمطان لمعامره.
وبحسب مصادر دبلوماسية من داخل الجلسة المغلقة، فإن وزير الخارجية بوريطة رد على اعتراض نظيره الجزائري بالقول: “ليس من حقك الرفض هناك تصويت وإجماع”.
وأعاد وزير الخارجية المغربي نفس طلب إدراج نقطة طائرات الدرون الإيرانية التي تستخدم لاستهداف الأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب، وهو الطلب الذي “لقي دعم معظم من في القاعة”، وفق تعبير مصدر دبلوماسي.
وفي تصريحات صحفية عقب الجلسة، قال بوريطه: “إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية، وإذا تجاوزنا الاستفزازات التي لا حاجة إليها، وإذا البلد المضيف تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو من ناحية الأعراف، وإذا كان هناك تلاعب بكل القواعد فأكيد أنه سيكون هناك فشل”.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الجزائري حول الجلسة المغلقة التي وصفت بـ”الساخنة”، فيما نشرت وسائل إعلام جزائرية أن الوفد المغربي انسحب من قاعة الاجتماع إثر الخلاف، وهو ما نفاه الجانب المغربي بشدة.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية “لاماب” عن مصدر دبلوماسي مغربي رفيع أن “كل الاخبار الرائجة عن مغادرة الوفد المغربي لقاعة الاجتماعات لا أساس له من الصحة”.
وقال المصدر إنه “ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، وفق التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن يغادر قاعة الاجتماعات بل أن يدافع من داخل أروقة الاجتماعات عن حقوق المغرب المشروعة ومصالحه الحيوية”.
وأضاف نفس المصدر أن الوفد المغربي بقي داخل القاعة واحتج على عدم احترام خارطة المغرب، كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية مما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي، وقدمت رئاسة الجلسة اعتذارًا.
جاء تحفظ الوفد المغربي على خريطة عرضتها قناة الجزائر الدولية (AL24 News)، لأنها تظهر “الصحراء” مقتطعة من خريطة المغرب، وتعليقًا على الخريطة أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بيانًا نفت فيه أن يكون لها أي “شركاء إعلاميين” في تغطية أعمال القمة، وأكدت عدم وجود صلةٍ لها بأية مؤسسة إعلامية تدعي هذه الصفة.
وأكدت الأمانة العامة أن الجامعة العربية لا تعتمد خريطةً رسمية مبين عليها الحدود السياسية للدول العربية، وأنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية.
كما أهابت الأمانة العامة بجميع وسائل الإعلام توخي الحرص الشديد في نسبة المعلومات المنشورة على مواقعها للجامعة العربية، أو مؤسساتها.
في غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، إنه “ارتكبت في حق الوفد المغربي خروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات التي تلتئم في إطار جامع للدول العربية”.
وأوضح المصدر أن الخروقات بدأت بما قال إنه “التقصير في استقبال رئيس الوفد المغربي في المطار”، مشيرًا في السياق ذاته إلى أنها “تفاقمت عند وصول الوفد إلى قاعة الاجتماع، وحتى في الأنشطة الموازية بما فيها مأدبة العشاء التي أقامها وزير الخارجية الجزائري، إذ تعمدت الجهة الجزائرية وضع المغرب في غير محله، من حيث الترتيب البروتوكولي أو الأبجدي”.
وأكد المصدر أن الوفد الذي يقوده وزير الخارجية ناصر بوريطه واجه “استفزازات” من لدن أحد أفراد الأمن الجزائري، وأضاف أن هذه التجاوزات من شأنها أن تحدث ارتباكا جسيما فيما تبقى من أشغال القمة العربية، وهي التي تفسر غياب مجموعة من القادة العرب أو عدول آخرين عن الحضور، وفق تعبيره.