دقّت حادثة التسمم التي شهدها إقليم تارودانت يوم الأحد الماضي ناقوس الخطر حول خطورة الاقتناء العشوائي للدلاح دون التحقق من جودته ومصدره. هذه الواقعة التي أسفرت عن إصابة عدد من الأفراد، أغلبهم أطفال، تكشف ضعف مراقبة المنتجات الفلاحية المعروضة في الأسواق، وتثير تساؤلات حول سلامة هذه المنتجات التي يستهلكها ملايين المغاربة دون علم بحالتها الصحية.
وتحذر السلطات الصحية والخبراء في التغذية من أن الاقتناء العشوائي للدلاح دون الخضوع لمعايير النظافة والنقل السليم يزيد احتمال التسمم بسبب التلوث الميكروبي والناتج إما عن ظروف تخزين غير مناسبة، أو بسبب التغيرات المناخية التي تساعد على تكاثر البكتيريا في الأنسجة الرطبة لهذه الفاكهة الحسّاسة.
وأمام هذه المعطيات المقلقة، تدعو الجمعيات المعنية بحماية المستهلك إلى اتخاذ تدابير عاجلة للتصدي لهذه المشكلة، عبر تكثيف المراقبة على الأسواق والنقط العشوائية التي يتمّ عرض الدلاح فيها دون أيّ التزام بشروط السلامة والنظافة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على السلطات إطلاق حملات توعوية للتنبيه إلى خطورة تناول المنتجات غير الخاضعة للمراقبة في ظلّ الأجواء الحارة التي تشجع على التسممات الغذائية.
كما يوصى المواطنون بعدم الاقتناء من بائعين غير رسميين، والتحقق قدر المستطاع من ظروف عرض المنتجات والنظافة التي تتبع في تخزينها، تجنباً للتعرض إلى التسممات التي قد تشكّل خطراً على صحة الأفراد، خاصة الأطفال وكبار السنّ.
حادثة تارودانت ليست إلا نموذجاً لما قد يقع في أي منطقة أخرى إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية. وعليه، أصبح توفير مراقبة صارمة للتسويق والنقل، بالإضافة إلى رفع درجة الوعي بخطورة الاقتناء العشوائي، أمرين أساسيين لتفادي مثل هذه الكوارث الصحية في المستقبل.