كشف تقرير مطوّل نشره موقع راديو فرنسا الدولي (RFI) أنّ قطاع مراكز الاتصال في المغرب، والذي ظلّ لسنواتٍ ملاذًا لآلاف الشباب الباحثين عن عمل، يشهد اليوم منعطفًا حاسمًا بفعل التطوّرات التكنولوجية السريعة. فعلى الرغم من توفيره حوالي 110 آلاف فرصة عمل ومساهمته بحوالي 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بدأ القطاع يواجه تحدّيات غير مسبوقة مع توغّل الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب العمل.
وقد اعتُبر هذا القطاع خلال الأعوام الماضية أحد أبرز الحلول المتاحة أمام الشباب المغاربة في ظل شُحّ الفرص ضمن القطاعات التقليدية. لكن وفقًا للتقرير المذكور، فإنّ الاعتماد المكثّف على تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح يهدّد جزءًا من هذه الوظائف، إذ يتيح للشركات الكبرى – ومنها شركة “إنتلسيا” المتخصّصة في خدمات دعم العملاء – توظيف آليات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يقلّل على المدى الطويل الحاجة إلى العنصر البشري.
وتوضح إحدى الموظفات في الشركة لموقع الإذاعة الفرنسية أنّه بفضل هذه التقنيات، أصبح بالإمكان توزيع المهام بين فروع الشركة في دول مختلفة، مثل المغرب والبرتغال وتونس، ما يرفع من إنتاجية العمل ويضغط على الحاجة لتوظيف أعداد كبيرة من الأفراد.
وسط هذه التحوّلات، يجد القطاع نفسه على مفترق طرق: فإما أن يتبنّى استراتيجيات جديدة تُعيد ابتكار وظائفه بما يواكب ثورة الذكاء الاصطناعي، أو يواجه واقع تقليص فرص العمل التي كانت تُعدّ حتى وقت قريبٍ طوق نجاةٍ أمام شبح البطالة في المغرب.