كل شخص منا يؤمن بنظرية مؤامرة واحدة على الأقل، وربما ببضع نظريات، ويرجع السبب إلى أن هناك عددا غير محدود منها. وإذا اطلعنا عليها، سيرى كلٌ منا نفسه مؤمناً بإحداها”، على هذا النحو سجّل جو أوسينسكي، صاحب كتاب “نظريات المؤامرة الأميركية” كلمته، التي تنطبق على هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001. وعلى الرغم من مرور 18 عاما على وقائعها، فإن نظريات المؤامرة بشأنها تكاثرت وتطوّرت، ورواها كتّاب وساسة ومنظّرون، وأيضا دبلوماسيون وعسكريون، وردّدها آخرون من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
وبين رواية رسمية عكستها التحقيقات الموسعة والتقارير المطوّلة للسلطات الأميركية، كان أبرزها تقرير “لجنة 11 سبتمبر”، والتحقيقات التي أجراها الكونغرس وأجهزة الاستخبارات، وتفسيرات أخرى صُنفت على أنها ضمن “نظريات المؤامرة”، أشارت أبرزها إلى تورط أجهزة استخبارات في الداخل والخارج، والتخطيط المسبق من جانبها لخدمة أهداف توسعية أميركية فضلا عن “مؤامرة يهودية”.
اختلفت الروايات وتعددت الرؤى، وبقيت الحقيقة القائمة في المشهد، تلك التي شاهدها الجميع على شاشات التلفاز يوم الثلاثاء الدامي؛ ارتطام طائرة أولى من طراز بيونغ 767 تحمل رقم الرحلة 11 لشركة أميركيان إيرلاينز، في تمام الساعة الثامنة و46 دقيقة صباحاً بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي بسرعة 700 كم في الساعة، فيما ارتطمت أخرى، من الطراز ذاته، في حدود الساعة التاسعة و3 دقائق بالبرج الجنوبي للمركز ذاته، بسرعة 870 كم في الساعة، وفيما بدأ المبنيان الضخمان في الانهيار، ارتطمت ثالثة لشركة طائرة يونايتد إيرلاينز، الرحلة 77، بمبنى البنتاغون بسرعة 530 كم في الساعة في حدود الساعة التاسعة و37 دقيقة، فيما تحطمت رابعة في حدود الساعة العاشرة و3 دقائق في منطقة أحراش في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
متى بدأت “نظريات المؤامرة”؟
لم يكد ينقشع غبار انهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك، أو تلملم المدينة المالية جراحها، حتى بدأت التفسيرات والتأويلات لما حدث بخلاف ما روي رسميا عنه، وكثرت النقاشات بين واضعي نظريات المؤامرة ومؤيديهم ممن لا يعترفون بالروايات الرسمية الأميركية للأحداث التي رأى أصحابها “أن هذا ما تريد السلطات الأميركية أن يعتقده الناس”.
وغداة الحادث، الذي وصفه الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش، بـ”الهجمات الإرهابية” وتوعد عقاب منفذيها، أشار موقع “انفورميشن تايمز” الأميركي بأصابع الاتهام إلى اليهود، وأعلن مسؤوليتهم عن الحادث.
وتحت عنوان، 4( آلاف يهودي لم يذهبوا للعمل بمركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر)، ذكر الموقع “أن العاملين اليهود ببرجي مركز التجارة تلقوا تحذيرات بعدم الذهاب إلى العمل في ذلك اليوم الدامي”. وجاء في المقال “أن ثمة دليلاً على أن الهجمات ليست من فعل متطرفين إسلاميين، إنما من عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)”، لتبدأ مع هذه الرواية حلقات المسلسل الطويل من “نظريات المؤامرة” حول ما شهدته الولايات المتحدة الأميركية.
تعدد الكتابات وتنوعها بشأن الهجمات في الداخل والخارج الأميركي، أرجعه الكاتب الأميركي فرانك سبوتنيز إلى “أن العالم يعيش في عصر يتسم بالقلق، ومن ثمّ لا يعرف المرء فيما يثق ويؤمن به”، معتبراً “أن نظريات المؤامرة تقدم دوما مفتاحا سحريا يناسب كل عناصر القصة ويربطها ببعضها البعض، في محاولة لفهم حالة عدم اليقين الذي نعيش فيها”.
ومن تقرير “انفورميشن تايمز”، بدأت هذه النظريات في التمدد مشككة بالرواية الرسمية للأحداث وعدم انسجامها، استنادا إلى ما عده البعض “دلائل وبراهين تغاضت عنها سلطات التحقيق الأميركي، بل ولم تجب عن الأسئلة بشأنها بعد”. ومنها تجاهل السلطات تحذيرات استخباراتية من هجوم مرتقب ضد المصالح الأميركية، فضلا عن سهولة استهداف المصالح الأميركية دون إيقافها من قبل قوتها العسكرية الأكبر والأقوى في العالم، فضلا عن أسئلة أخرى تتعلق بعدم وجود آثار لطائرة في موقع الحادث الذي أصاب مبنى وزارة الدفاع (البنتاغون)، وغيرها من الأسئلة التي ظلت دون إجابات.
تضليل سافر
وفي كتاب “الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأميركية”، الصادر عام 2008، الذي شارك في تأليفه 11 كاتب، قال محررا الكتاب ديفيد راي غريفين، وبيتر ديل سكوت، “إن باحثين لا ينتمون إلى التيار السائد توصلوا إلى أدلة تفنّد الرواية الرسمية بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات، التي أصبحت بمثابة الأساس المنطقي وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق، وكانت بمثابة المبرر وراء التدني المسرف في سقف حريات الأميركيين”.
وبحسب الباحثين، “فإن اكتشاف زيف الرواية الرسمية بشأن أحداث 11 سبتمبر يصبح أمرا غاية في الأهمية”، مشيرين إلى أن “لجنة تحقيقات 11 سبتمبر لم يكن بين أعضائها أي شخص قادر على تقييم الأدلة عمليا، وإن أحدا لم يرَ حطام الطائرة التي قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع ولا الدمار الذي يتوقع أن يحدثه هجومٌ جويٌّ”.
ورأى ديل سكوت، وهو دبلوماسي سابق وأستاذ جامعي، “أن الشعب الأميركي وقع ضحية التضليل”، في حين ناقش غريفين “الروايات المتناقضة” كما وردت في الرواية الرسمية، قائلا إن “سلوك الجيش الأميركي يوم 11 سبتمبر يشير إلى تورط قادتنا العسكريين في الهجمات”، مضيفاً “أن انهيار برجي مركز التجارة والبناية رقم 7 كان مثالا على عملية هدم بالتفجير المتحكم به تمت بزرع متفجرات في جميع أرجاء المبنى”.
في الكتاب ذاته، قال مورغان رينولدز، وهو أستاذ بجامعة تكساس وعضو سابق بإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، إن “أحداث سبتمبر (أيلول) كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم”. وهو الأمر الذي تحدث عنه أيضاً أستاذ القانون ريتشارد فوولك، رئيس مؤسسة سلام العصر النووي، بقوله “إن إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع”، وأضاف فوولك “أن هناك خوفا من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم، حتى لا تكتشف أسرار يصفها بالسوداء. وهو ما استنكرته السلطات الأميركية معتبرة إياها بدعة ولا أساس لها من الصحة”.
الموساد وراء الحادث
في الاتجاه ذاته، جاء تفسير الكاتب الألماني أندرياس فون بولوف في كتابه “سي آي إيه و11 سبتمبر والإرهاب العالمي”، مفنداً الخصائص الفنية الصلبة لبرجي التجارة العالمي وأسلوب بنائهما الفولاذي المعد لأن يكون مضادا للحريق.
وبحسب الكاتب، فإن انهيار البرجين لم يكن متوقعا بالصورة التي رويت من السلطات الرسمية الأميركية، قائلاً “لم يعر أحد في أوروبا أي انتباه إلى النيران التي انتقلت من الأبراج المحروقة المهدمة إلى البناء المجاور، التي لم تكن بذلك الارتفاع، لكنها كانت تمتلك مواصفات فنية شبيهة بناطحات السحاب، فكيف وصلت النيران إلى المبنى رقم 7 بعد سقوط البرج الشمالي، ليسقط هو الآخر في الساعة الخامسة والنصف. أما المبنيان 4 و5 فاستمرت فيهما النيران ساعات طويلة، لكن هياكلهما الفولاذية تمكنت من الصمود”.
وتحدث الكاتب عن مبيعات لأسهم شركات الطائرات قبل الحادث بيوم، والتأمين على البرجين قبل أسبوعين فقط، واختفاء الصندوق الأسود للطائرات، مؤكدا “أنه واثق من أن الرئيس بوش كان على علم مسبق بالهجمات، وضحّى بثلاثة آلاف قتيل في نيويورك وواشنطن لحصول إدارته على تبريرات للقيام بعمليات عسكرية واسعة تخدم مصالح الولايات المتحدة السياسة والأمنية والاقتصادية”.
وطبقا لرواية آندي كارت، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد بوش، الذي ظهر في فيديوهات لاحقة، وهو يبلغ الرئيس بالحادث خلال زيارته مدرسة إيما بوكر الابتدائية في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا، “ذهبت باتجاه أذن الرئيس اليمنى، وقلت له لقد اصطدمت طائرة ثانية بالبرج الثاني. إن الولايات المتحدة تتعرض لهجوم”، وذلك قبل أن يقضي بوش بقية اليوم في الأجواء بطائرته الرئاسية (إير فورس 1)، بعد إبلاغه من نائبه ديك تشيني بعدم العودة إلى واشنطن التي وصل لها بحلول الساعة السابعة مساءً لمخاوف أمنية”.
كما تحدث فون بولوف في كتابه، عن دور واسع للاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، قائلاً “انتشرت الإشاعات بسرعة بأن الإسرائيليين الذين يعملون أو يزورون مركز التجارة العالمية حصلوا مسبقاً على تحذير بألا يقربوا المكان يوم 11 سبتمبر، ولعلّ هذا يفسر عدم وجود إسرائيلي واحد بين الضحايا، على الرغم من أن عدد العاملين في مركز التجارة العالمية كان 45 ألفا”. وهو الأمر الذي نفته إسرائيل لاحقاً، قائلة إن “هناك ما بين 10 إلى 15% من ضحايا الهجوم يهود”.
وبحسب فون بولوف، فإن لـ”سي آي إيه والموساد سِجلا حافلا في التخطيط لتفجيرات هدفها تأليب الرأي العام الغربي على العرب، وهذا ما وثّقه عميلان إسرائيليان سابقان، هما فيكتور أوستروفسكي وآري بن ماناش، ويجرى عادة استخدام وسطاء للقيام بهذه العمليات”، زاعماً أنه “بعد 5 أيام من الحادث اعتقل 5 إسرائيليين في نيوجيرسي القريبة من نيويورك، راقبوا من على سطح مستودع حصول الهجوم وصوّروه، وكانوا كما ذكر بعض المارّة فرحين. وأكّدت امرأة عدم ظهور الدهشة عليهم أو الحزن. وبعد ساعات، أفرج عنهم”.
ابحث عن المستفيد
ومن اتهام بالتوسع والهيمنة، إلى أسئلة حول المستفيدين من الأحداث ومخططيها ومنفّذيها، كتب الصحافي الفرنسي تييري ميسان، في كتابه “11-9 الكذبة الكبرى”، “إن الأحداث برمتها مفبركة بالتعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إيه) وعميلها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، منكرا أن يكون الاعتداء على مبنى البنتاغون بالطائرة المخطوفة، بل بصاروخ تسبب بأضرار بالغة في الأرواح وفي المبنى”، وقال “لم تصطدم أي طائرة بالبنتاغون عام 2001”.
ميسان، الذي أحدث بكتابه جدلا واسعا في الأوساط الأميركية والغربية، قال في الجزء الأول من مؤلفه بعنوان “إخراج دموي” إن الانفجارات التي تسببت بانهيار برجَي التجارة العالمية في نيويورك وبانهيار جزء من مبنى البنتاغون ليست من صنع إرهابيين دخلاء”.
وذكر “إذا ما افترضنا أن هذه الرواية الرسمية بخصوص البنتاغون صحيحة، فلا بد من العثور على جسم الطائرة. وهو ما لم يُعثر عليه حتى الآن”، موجهاً أصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية.
وأضاف ميسان، في الجزء الثاني من الكتاب والمعنون “إعدام الديموقراطية في أميركا”، “أن الحرب على أفغانستان تم التحضير لها مسبقاً، وأتت أحداث سبتمبر كذريعة لبدئها”، معتبراً أن “الحرب على الإرهاب ما هي إلا حيلة لتقليص الحريات في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها”.
كذلك وصف “ميسان”، “الانهيار العمودي للأبراج 1، و2 و7 بأنه غريب، لا سيما أن رجال الإطفاء أكدوا حدوث عدة انفجارات، مما لا يستبعد فرضية استخدام مواد متفجرة عن سابق قصد وتصميم”.
وتابع “من المستحيل ألا تستطيع أنظمة الصدّ الجوي التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ الموقف، وعدم تشغيل أنظمة الدفاع المضادة للطيران”.
نبوءة نوستراداموس
ومن بين ما اعتبره البعض تحقيقا لنبوءة تاريخية للفيلسوف والفلكي الفرنسي الشهير نوستراداموس (1503-1564)، استعاد البعض جزءا من توقعاته القديمة، التي قال فيها إنه “في العام الأول من القرن الجديد وبعد 9 أشهر ستحترق السماء عند درجة 45 وستصل النار إلى المدينة الكبرى الجديدة، اللهب الكبير ينتشر إلى أعلى مباشرة والكل يسعى للحصول على دليل من النورمانديين”، مضيفاً “نار تزلزل الأرض في مركز الأرض، هزات قوية تصيب المدينة الجديدة، صخرتان عظيمتان تنهاران”.
في نبوءة نوستراداموس، والذي ترك مجلداً باسم “التنبؤات”، ادّعى فيه تنبؤه بأحداث سيشهدها العالم خلال مئات السنين، مثل الحرب العالمية الثانية، ومقتل القائد العسكري الفرنسي الشهير نابليون بونابارت، فضلاً عن أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، استند المفسرون في القرن الحادي والعشرين إلى أن مدينة نيويورك تقع على خط العرض 42، وفسرّوا الصخرتين بالبرجين، ومركز الأرض بمركز التجارة العالمي، وما إلى ذلك من المتشابهات بين النص والحادث.
إلا أنه وبحسب ما نقل فيما بعد موقع “ثوت كوت” Thought Quote، المتخصص في تقصي الحقائق والرد على الإشاعات، فإن مثل هذا الربط “مضلل”، حيث يتكون نص نوستراداموس من عبارات منتقاة ومقتبسة من نصوص عديدة مختلفة، أُعيد ترتيبها لتوافق الحادث، إضافة إلى أن الفيلسوف الفرنسي يتعمد دوما إغراق تنبؤاته بالألفاظ والمصطلحات المبهمة التي يمكن أن توافق أي حدث على مرّ التاريخ.
التحقيقات الرسمية
بحسب الرواية الرسمية الأميركية، فإن 19 شخصا من عناصر تنظيم القاعدة نفذوا الهجمات، حيث شكل منفذو هذه العملية 4 مجموعات للتنفيذ، ضمّ كل منها شخصاً تلقى دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأميركية، ونفذوا الهجوم باختطاف طائرات مدنية تجارية، وتوجيهها لكي تصطدم بأهداف محددة”.
وبعد نحو 20 شهرا من التحقيقات التي أجرتها “اللجنة الوطنية للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة” (أنشأها الكونغرس أواخر عام 2002 وضمت جمهوريين وديموقراطيين بغرض تقديم عرض وتفسير كاملين لملابسات هجمات سبتمبر)، أكد التقرير الرسمي للجنة إلى تعرض البلاد لهجمات إرهابية مشيرا في الوقت ذاته إلى “إخفاقات مؤسسية عميقة” وعدم إدراك الزعماء لـ”خطورة التهديد”.
وبحسب التقرير النهائي للجنة، التي قالت إنها التقت أكثر من ألف شاهد، بينهم الرئيس بوش نفسه، وراجعت أكثر من مليوني وثيقة، “فإن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة عندما تعرضت لهذه الهجمات ولم تكن نشيطة إلى حدّ كاف لمواجهة الإرهابيين الذين نفذوا الهجمات”.
وبحسب إلينور هيل، من لجنة التحقيق، “فإن الاستخبارات الأميركية فشلت في منع الهجمات على الرغم من أن جهات استخباراتية أميركية تلقت تحذيرات عدة بوقوع هجمات قبل تاريخ وقوعها”، موضحة “أن بعض المسؤولين لم يمحصوا التهديد المحتمل باختطاف طائرات والاصطدام بها في مبان، وأن مسؤولي الحكومة الأميركية تلقوا تحذيرات في اجتماع لتبادل المعلومات في يوليو (تموز) 2001 يفيد بأن “أسامة بن لادن سوف ينفذ هجوما إرهابيا ضد مصالح الولايات المتحدة أو إسرائيل في الأسابيع المقبلة”، وأن “الهجوم سيكون كبيرا ومخططا لكي يسبب عددا كبيرا من الضحايا”.
من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة توماس كين أن أحداث سبتمبر كانت لحظة فريدة لا يمكن مقارنتها بالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في بيرل هاربور عام 1941 (أثناء الحرب العالمية الثانية)، متهماً أجهزة الاستخبارات الأميركية بأنها لم توزّع المعلومات بينها، وأنه لم يكن هناك تنسيق بين المنظمات المسؤولة عن الهجرة وخفر السواحل، رافضا تحميل المسؤولية لأحد بعينه “لأن المسؤولية تشمل جميع المنظمات، ولكن المهم هو النظر إلى المستقبل لتجنب وقوع أي هجمات مماثلة قد تكون أكبر”.
وعلى الرغم من التأكيد على الكم الهائل من المعلومات التي توفّرت للجنة أثناء التحقيق فإن التقرير الختامي أشار إلى أن هناك أسئلة لا إجابة عنها، لأن “منفذي المؤامرة” ماتوا خلال الهجوم.
المصدر : الاندبندنت