شكل موضوع الحق في الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي ومبدأ العيش المشترك للمهاجرين، يوم الأربعاء بالرباط، محور النسخة الثانية للمدرسة الشتوية الجهوية للمدرسة الوطنية للصحة العمومية.
وتهدف هذه المبادرة، المنظمة بتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وبتنسيق مع مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات ومواكبة المهاجرين في إطار تعميم التغطية الصحية الشاملة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا).
كما تتوخى هذه النسخة، المنعقدة في الفترة من 14 إلى 16 مارس الجاري ، إلى تحليل الصحة الجنسية والإنجابية، والصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي والحماية الاجتماعية، والتغطية الصحية ومبدأ العيش المشترك للمهاجرين.
وسينكب ما مجموعه 50 مشاركا، يمثلون المغرب وتونس ومصر وليبيا واليمن والسودان، على مناقشة أفضل الممارسات في مجال التكفل بالمهاجرين وتحليل تأثير كوفيد-19 على الصحة العقلية والصحة الجنسية والإنجابية للمهاجرين في المنطقة.
وفي معرض تطرقه لعالمية مسألة الهجرة ، سلط مدير المدرسة الوطنية للصحة العمومية، حسن الشريفي، الضوء على الجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال ، ولا سيما من خلال الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ، التي تندرج ضمن استمرارية الإجراءات الهيكلية التي انخرطت فيها المملكة منذ شتنبر 2013.
وأكد الشريفي، في تصريح صحفي، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وضعت خطتين استراتيجيتين 2017-2021 و 2021-2025 تهدفان إلى تحسين ولوج المهاجرين إلى خدمات الرعاية الصحية.
وهكذا، فقد وضعت الوزارة الخطة الاستراتيجية الوطنية للصحة والهجرة ( 2021-2026 )، وهي الإطار المرجعي لكافة الفاعلين المتدخلين في تحسين ولوج المهاجرين إلى خدمات تعزيز الصحة والرعاية الطبية في إطار احترام حقوق الإنسان وظروف المساواة والإنصاف، وذلك بدعم من شركائها الوطنيين والدوليين، بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة.
وتنظم هذه المدرسة الشتوية في إطار مشروع للمنظمة الدولية للهجرة الذي يهدف إلى إدماج المهاجرين في المنظومة الصحية في ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا : المغرب وتونس وليبيا ومصر واليمن والسودان، كما أبرزت ماريا لوسيانا سيريتي، منسقة الصحة والهجرة بالمنظمة الدولية للهجرة – المغرب.
وقالت ماريا لوسيانا، في تصريح مماثل، إنه سيتم خلال هذا اللقاء التركيز على الصحة الجنسية والإنجابية، والصحة العقلية، وولوج المهاجرين إلى التغطية الصحية الشاملة ، مشددة على أهمية هذا الموعد في التبادل العملي بين بلدان المنطقة.
كما أشادت بالالتزام والاهتمام الذي توليه الحكومة المغربية ، ولا سيما وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لهذا النوع من اللقاءات، وللمدرسة الوطنية للصحة العمومية التي دمجت مسألة الهجرة في برنامجها الدراسي.
وستتاح للمشاركين من الدول الست الفرصة لانشاء شبكة تضم مختلف الفاعلين المعنيين بصحة المهاجرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لصياغة توصيات لادماج المهاجرين في التغطية الصحية الشاملة ، وكذا الاستفادة من تجارب كافة البلدان الشريكة في مشروع ادماج السكان المهاجرين في المنظومة الصحية.
وتقام هذه النسخة الثانية من المدرسة الشتوية بحضور حوالي 50 شخصا، من بينهم أكاديميين وباحثين وطلبة وفاعلين مؤسساتيين، ومساعدين اجتماعيين، وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني