الرباط تختنق سكنيا مع كأس إفريقيا.. وفنادق ممتلئة ومشجعون يبحثون عن مأوى

مريم الزنكي/هاشتاغ
تعيش الرباط منذ أيام وضعاً غير مسبوق على مستوى الإيواء، تزامناً مع اقتراب انطلاق كأس إفريقيا للأمم، حيث بات العثور على غرفة فندقية أو سكن مؤقت مهمة شبه مستحيلة، في ظل بلوغ الطاقة الاستيعابية للمدينة سقفها الأقصى.

ووفق معطيات متداولة في القطاع السياحي، فإن أغلب الفنادق، خصوصاً المصنفة منها، جرى حجزها بالكامل من طرف الوفود الرسمية والمنتخبات المشاركة المتمركزة في جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وهو ما انعكس مباشرة على منصات الحجز الإلكتروني التي أظهرت انعداماً شبه كلي في العرض، وسط توقعات باستمرار الوضع إلى غاية فبراير 2026.

ومع هذا الانسداد، اتجه الطلب بشكل مكثف نحو سوق الكراء البديل، حيث عرفت الشقق المفروشة في الرباط وضواحيها، خصوصاً سلا وتمارة والقنيطرة، إقبالاً كبيراً، خاصة من طرف مغاربة العالم القادمين لمتابعة البطولة.

في المقابل، اختار مئات المشجعين الإقامة في مدن بعيدة نسبياً مثل الدار البيضاء وطنجة وفاس، مع الاعتماد على خدمات النقل السككي.

وفي هذا السياق، أعلنت المكتب الوطني للسكك الحديدية عن برمجة قطارات ليلية خاصة لتأمين عودة الجماهير بعد المباريات.
إنذار قبل مونديال 2030
ويعتبر مهنيون أن ما تعيشه الرباط يشكل “اختبار ضغط” حقيقياً للبنية الفندقية الوطنية، ويعيد إلى الواجهة الحاجة إلى تسريع الاستثمارات السياحية، ليس فقط في العاصمة، بل في باقي المدن المرشحة لاحتضان تظاهرات كبرى، في أفق الاستعداد لتنظيم مونديال 2030.

وبين زخم كروي غير مسبوق وطلب سكني يفوق العرض، تجد الرباط نفسها في قلب معادلة صعبة، عنوانها نجاح رياضي يقابله تحدٍ لوجستي وسكني كبير.