خالد بوبكري
عقد الديوان الملكي اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 لقاء ترأسه مستشارو الملك محمد السادس، الطيب الفاسي الفهري، وعمر عزيمان، وفؤاد عالي الهمة، مع زعماء الأحزاب السياسية المغربية، وهو ما أعتبر خطوة استراتيجية هامة في سياق قضية الصحراء المغربية.

ويأتي هذا اللقاء بأمر ملكي صريح ويهدف إلى تحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية مع دعوة الأحزاب إلى تقديم مقترحات ومذكرات تفصيلية لدعم هذه المبادرة.
وفي إعتقادي الشخصي فهذا اللقاء يحمل رسائل هامة وجديرة بالوقوف عليها:
1- تعزيز الدعم السياسي الوطني للمبادرة المغربي: فاللقاء يعكس سعي القصر الملكي لتوحيد الصف السياسي المغربي خلف مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع حول الصحراء، خاصة مع التطورات الدولية الإيجابية الأخيرة و الاعترافات المتزايدة بسيادة المغرب على صحرائه.
2- تحديث المبادرة لمواكبة التحديات: فالمبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس سنة 2007 تحتاج إلى تفاصيل أكثر دقة لتعزيز جاذبيتها دوليا ومحليا.
واللقاء يفتح باب التشاور العريض لجمع المقتراحات حول جوانب مثل التنمية الاقتصادية، الإدارة الترابية، والحقوق الثقافية والسياسية في الأقاليم الجنوبية مما يجعله خطوة نحو “تفعيل” الحل السلمي.
3- رسالة سياسية ودبلوماسية: حيث أن حضور وزيري الداخلية والخارجية، يجعل من اللقاء يحمل دلالة على ربط الجهود الداخلية بالدبلوماسية الخارجية لتعزيز موقف المغرب أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، كما يُظهر التزام الملك بإشراك الفاعلين والشركاء السياسيين مما يعزز الشرعية الديمقراطية للملف.
وعليه، فهذا اللقاء يمثل في إعتقادي إعادة إطلاق دينامية سياسية داخلية لدعم الحكم الذاتي مع التركيز على تحديثه لمواجهة التحديات المستقبلية وجعله أكثر واقعية وقابلية للتطبيق ومقبول للجميع ويساير مستجات العصر الحديث.






