الركراكي على صفيح ساخن.. التعادل أو الهزيمة أمام تونس قد يعجلان برحيله

مولاي العربي أحمد

تتجه الأنظار إلى مباراة الغد التي ستجمع بين المنتخب المغربي ونظيره التونسي وسط أجواء مشحونة وتكهنات متزايدة حول مصير المدرب وليد الركراكي.

فرغم أن اللقاء ودي على الورق إلا أن وقعه يتجاوز مجرد تجربة فنية وقد يتحول إلى لحظة فاصلة في علاقة المدرب بالجماهير والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

منذ نهاية كأس العالم بقطر، حيث حقق الركراكي إنجازا تاريخيا بوصوله إلى نصف النهائي لم يتمكن من الحفاظ على نفس الزخم الفني والذهني داخل المنتخب.

ومع الإقصاء المخيب في كأس إفريقيا الأخيرة بالكوت ديفوار زادت حدة الانتقادات خصوصًا بشأن اختياراته التكتيكية واعتماده على أسماء بعينها رغم تراجع مستواها ما جعل فئة واسعة من المتابعين تتهمه بالتعامل العاطفي بدل الاعتماد على مبدأ الجاهزية والأداء.

ما يزيد من حرج الركراكي هو أن مباراة تونس تأتي في توقيت حساس حيث لم تعد الجماهير المغربية تتحمل المزيد من الأعذار أو التجريب بل أصبحت تطالب بنتائج فورية وأداء مقنع خصوصًا مع اقتراب كأس إفريقيا التي ستقام على الأراضي المغربية.

وأمام هذا الضغط تتردد بقوة في الكواليس فرضية تقديم الركراكي لاستقالته او على الأقل فتح النقاش الجدي حول مستقبله في حال لم يتمكن من تحقيق الفوز في مباراة الغد.

التعادل ناهيك عن الهزيمة لن يُنظر إليه كحصيلة طبيعية لمباراة ودية، بل كدليل إضافي على أن المشروع الفني الذي يقوده الركراكي بدأ يفقد مبررات استمراريته.

فالجماهير فقدت صبرها والنقاد أصبحوا أكثر حدة في تقييمهم والجامعة تجد نفسها في مأزق بين دعم مدرب صنع التاريخ وبين الاستجابة للشارع الرياضي الذي يطالب بالتغيير.

أما في حالة الفوز فقد يمنح الركراكي فسحة مؤقتة من الهدوء لكنها لن تعني الكثير ما لم تتبعها نتائج قوية ومقنعة في المحطات القادمة. ذلك أن سقف التطلعات اليوم لا يقتصر على الأداء الجيد، بل يرتبط بهدف واضح: الفوز بكأس إفريقيا المقبلة.

بهذا المعنى فإن مباراة تونس لم تعد مجرد محطة تحضيرية بل اختبار حقيقي لقدرة الركراكي على الصمود في وجه العاصفة أو ربما مناسبة مناسبة له لإنهاء تجربته مع “الأسود” من الباب الخلفي إذا ما استمر الأداء في منحاه المتراجع.