خالد بوبكري/هاشتاغ
في مباراة كان يُفترض أن تؤكد جاهزية المنتخب الوطني المغربي وتبعث رسائل طمأنة للجماهير، اكتفى أسود الأطلس بتعادل مخيب (1-1) أمام منتخب مالي مساء الجمعة على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط برسم الجولة الثانية من دور مجموعات كأس إفريقيا للأمم 2025 المنظمة على أرض المغرب.
ورغم الامتيازات التي حظي به المنتخب الوطني من دعم جماهيري كثيف وأرضية ملعب مألوفة إلا أن الأداء الذي قدمته كتيبة وليد الركراكي جاء دون التطلعات وعكس استمرار العطب التكتيكي وغياب هوية لعب واضحة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة الناخب الوطني على قيادة المغرب إلى منصة التتويج القارية.
وسجل إبراهيم دياز هدف التقدم في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول من ضربة جزاء حصل عليها المنتخب بعد لمسة يد داخل منطقة الجزاء نفدها بنجاح واضعاً الكرة على يمين الحارس المالي.
هدف لم يكن ثمرة بناء جماعي أو تفوق تقني بل جاء من لقطة ثابتة في مشهد يلخص فقر الحلول الهجومية.
في الشوط الثاني وبدل أن يعزز المنتخب المغربي تقدمه ويفرض إيقاعه تراجع الأداء بشكل مقلق وظهر الارتباك واضحاً على مستوى التمركز والانتشار قبل أن يستغل المنتخب المالي هذا التراجع ويعدل النتيجة عبر المهاجم لاسين سينايوكو من ضربة جزاء في الدقيقة 64، وسط فراغ دفاعي وسوء تقدير من الخط الخلفي.
الأخطر من نتيجة التعادل هو الطريقة التي لعب بها المنتخب حيث بدا الركراكي عاجزاً عن قراءة المباراة وتصحيح الاختلالات في الوقت المناسب مع تغييرات متأخرة وغير مؤثرة أعادت إلى الواجهة الانتقادات المتزايدة لخياراته التقنيةزسواء في انتقاء العناصر أو في النهج التكتيكي المعتمد.
الجماهير المغربية التي علّقت آمالاً كبيرة على هذه النسخة القارية بدأت تفقد الثقة في مشروع وليد الركراكي خاصة مع تكرار العروض الباهتة وغياب الروح القتالية التي ميّزت المنتخب في محطات سابقة.
فمنتخب يلعب على أرضه ووسط جماهيره لا يمكنه أن يكتفي بردود الفعل ولا أن يراهن فقط على الفرديات وضربات الجزاء.
وسيواجه المنتخب المغربي في الجولة الثالثة نظيره الزامبي يوم الاثنين المقبل على الساعة الثامنة مساء بالرباط في مباراة أصبحت حاسمة ليس فقط من أجل التأهل بل أيضاً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من صورة منتخب يسير بخياراته الحالية نحو سيناريو قد يتحول إلى فشل تاريخي في “كان” يُفترض أنه كان بطولة التتويج لا بطولة الأعذار.
إذا استمر وليد الركراكي في العناد وتجاهل الأصوات المنتقدة، فإن “كان 2025” قد يتحول من حلم مغربي كبير إلى كابوس كروي يُضاف إلى سجل الإخفاقات، وتُحمَّل مسؤوليته كاملة لجهاز تقني لم يعد يقنع لا أداءً ولا نتائج.






