نبيل بوعلي
مع اقتراب موعد كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، يجد المشاهد المغربي نفسه أمام سؤال كبير ومحرج: هل قناة الرياضية مستعدة فعلاً لهذا الحدث القاري، أم أنها ستكرر نفس الأعطاب والصور الباهتة التي اعتدنا عليها؟
فكل المؤشرات تقول إن القناة الوطنية الوحيدة المكلّفة بالرياضة تسير في الاتجاه المعاكس تماماً لما يفرضه العصر والمتطلبات الكبرى للمرحلة.
ففي الوقت الذي تتسابق وسائل الإعلام العالمية نحو تقنيات البث الحديثة، وجودة الصورة، والتحليل المتقدم، ما تزال “الرياضية” غارقة في أخطاء بدائية تُسيء إلى صورة بلد يستعد لاستضافة واحدة من أهم التظاهرات الرياضية في القارة.
منذ أسابيع، توالت الأعطال التقنية التي فضحت ضعف القناة وعدم جاهزيتها: انقطاعات مباشرة، صور مشوشة، صوت غير متزامن، ومباريات لا تُبث أصلاً بحجة “مشكلة في الإشارة” وكأننا في تسعينيات القرن الماضي. والأدهى من ذلك، غياب أي اعتذار أو احترام للمشاهدين، في سلوك يكشف أن القناة لا تشعر بأي التزام تجاه الجمهور.
وإذا تجاوزنا الجانب التقني، نجد أنفسنا أمام مستوى تعليق وتحليل لا يعكس أبداً تطور الرياضة المغربية ولا مكانتها القارية.
فكثير من المشاهدين أصبحوا يفضلون الهروب إلى قنوات أجنبية لمتابعة مباريات تُقام داخل المغرب، في مفارقة صادمة لقناة عمومية تمولها جيوب المغاربة.
بينما يستثمر المغرب الملايير في البنية التحتية الرياضية، وفي تطوير المنتخبات والأندية، ما تزال “الرياضية” عالقة في عقلية البث التقليدي، دون أي محاولة لمواكبة التحول الرقمي، الإعلام التفاعلي، أو المعايير الحديثة للجودة. لا منصات رقمية قوية، لا محتوى مبتكر، ولا رؤية واضحة.
والنتيجة. قناة وطنية تُفوّت على المغرب فرصة تقديم نفسه للعالم كبلد قادر على تنظيم تظاهرات كبرى بمعايير عالية، في وقت تراقبه فيه القارة بشغف قبل كأس إفريقيا.






