السرطان يحصد أرواح المغاربة.. ووزارة الصحة تتفرج من أبراجها العاجية

هاشتاغ
في صمت المستشفيات البعيدة، وعلى أسرّة الانتظار الطويل، يرقد مرضى السرطان، يقتسمون الألم والوحدة، ويُعدّون الأيام لا جلسات العلاج. بعضهم جاء من قرى بعيدة، عبر طرق وعرة، باعوا ما يملكون ليستكملوا رحلة العلاج، فيما لا يزال البعض الآخر يطرق أبواب الصيدليات بحثًا عن دواء لم يعد متوفرًا.

وسط هذا المشهد القاسي، تعالت أصوات من تحت قبة البرلمان، حيث طرحت النائبة نادية بزندفة سؤالًا قديمًا متجددًا: ما الذي تنوي الحكومة فعله لتحسين حياة هؤلاء؟ كيف يمكن تقوية العرض الصحي الجهوي، وتوفير الأدوية، وتقصير المسافة بين المرضى والعلاج؟ أسئلة مؤلمة بقدر ما هي واقعية.

ورغم أن الدولة تبنّت مشاريع ضخمة كالحماية الاجتماعية، إلا أن الواقع اليومي يكشف عن تفاوتات صارخة. ففي حين تحظى بعض الجهات بمراكز مجهزة، تُترك جهات أخرى تواجه السرطان بوسائل محدودة وطاقات مرهقة، مما يجعل من الحق في العلاج امتيازًا لا مكسبًا مشروعًا.

إنها ليست فقط قضية صحة، بل قضية كرامة. السرطان لا يختار ضحاياه، لكنه يكشف هشاشة أنظمتنا. فإما أن نواجهه بسياسات شجاعة وإنسانية، أو نترك المرضى يقاتلون وحدهم، بلا سلاح… سوى الأمل.