هاشتاغ
تشهد معدلات السمنة بالمغرب ارتفاعاً مقلقاً خلال السنوات الأخيرة، لتتحول إلى إحدى أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمع. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 10 ملايين مغربي يعانون من الوزن الزائد، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ما ينذر بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة كداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين.
ويرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى تغير نمط العيش، حيث تراجع النشاط البدني بسبب أنماط العمل الحضرية والاعتماد المتزايد على وسائل النقل الحديثة، مقابل ارتفاع استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. كما أن العادات الغذائية التقليدية بدأت تفقد مكانتها أمام نمط غذائي غربي غير صحي، مما ساهم في تفاقم الظاهرة.
ويحذر الأطباء من أن السمنة لم تعد مجرد قضية مرتبطة بالمظهر الجسدي، بل أضحت مشكلة صحية وطنية تستنزف موارد الدولة بسبب ارتفاع تكاليف العلاج والأدوية. فالمستشفيات المغربية تستقبل يومياً حالات متزايدة مرتبطة بمضاعفات السمنة، في وقت يواجه فيه القطاع الصحي تحديات مرتبطة بالنقص في الموارد والإمكانيات.
أمام هذا الوضع يدعو مختصون إلى ضرورة اعتماد استراتيجية وطنية شاملة للوقاية والتوعية، تبدأ من المدارس بتشجيع التربية الغذائية والأنشطة الرياضية، مروراً بوسائل الإعلام التي يقع على عاتقها دور كبير في نشر الوعي الصحي، وصولاً إلى سياسات عمومية تفرض قيوداً على تسويق المواد الغذائية غير الصحية، بهدف كبح جماح هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة من تداعياتها الخطيرة.